سعيد حدادين: مجاز لوني
الفنان الأردني سعيد حدادين يقيم معرضاً جديداً في عمّان بعنوان "مجاز لوني"، الذي يشكل محطة للتأمل في مسيرة حدادين ومعاينة تجربته ومراحل تطورها.
-
من أعمال سعيد حدادين في معرض "مجاز لوني" في عمّان
في معرضه الجديد الذي يحتضنه غاليري "فن وشاي" في العاصمة الأردنية عمّان، يبعث الفنان الأردني، سعيد حدادين، مجدداً وجوهاً وملامح أردنية بكل تفاصيلها الواقعية على سطح اللوحة، منوّعاً في الأساليب والمدارس التشكيلية، وفاسحاً المجال للمرأة أيضاً لتحضر في أعماله بأشكال متنوعة.
ويمثل المعرض المقام بعنوان "مجاز لوني" محطة للتأمل في مسيرة حدادين (1945) ومعاينة تجربته ومراحل تطورها.
وتتميز أعمال المعرض بتنوع الأساليب الفنية، فضلاً عن حضور المرأة كرمز للجمال والحرية والخصب.
ويعتمد حدادين في المعرض الذي يستمر حتى نهاية آب/أغسطس الجاري، على تبسيط الأشكال وتكثيفها، مع مراعاة التركيب والتكوين الدرامي للشكل، حيث تصبح الخطوط أشبه بكتابة تجسد العقل والعاطفة، والصمت الداخلي للمشاهد هو النتيجة المنشودة من وراء اللوحة.
وتمتد مسيرة الفنان الأردني لأكثر من 50 عاماً، مشاركاً بنحو 16 معرضاً شخصياً و20 معرضاً جماعياً داخل وخارج الأردن فيما تقتنى أعماله في متاحف عدة.
ويعرف حدادين بـ"ملك السكتش" لما يتمتع به من حضور قوي وخبرة طويلة، كما أنه يعدّ من أهم رواد التشكيل الأردني المعاصر، حيث دمج الحس الثقافي والسياسي والاجتماعي في فنه.
يذكر أن سعيد حدادين من مواليد بلدة ماعين بالأردن، وكان أول أردني يحصل على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من كلية لفوف بالاتحاد السوفياتي عام 1974.
فور عودته إلى الأردن، درّس الرسم والتشريح في معهد الموسيقى والفنون الجميلة (1974 – 1979)، ثم ضمن كليات المجتمع والجامعة الأردنية ومراكز تدريب الفنون، كما عمل رسام كاريكاتير في صحيفة "الشعب اليومية" ومجلة "الوجدان العربي".
وتميّز حدادين بأسلوب تعبيري تجريدي يركّز على الوجوه البشرية، خاصة بورتريهات المرأة، التي رسمها بعيون غير متطابقة وأحياناً بعين واحدة، لتعبّر عن التأمل الداخلي أو عمق مآزق الإنسان العربي. نسج في لوحاته لغة فنية تجمع بين البساطة والتكثيف التعبيري باستخدام خطوط وألوان جريئة لوصف المعاناة الإنسانية من دون التضحية بالقيمة الجمالية.