شواطىء العالم تنفد من الرمال.. هل تستطيع الصمود؟
من شواطىء ميامي إلى برشلونة وغولد كوست في أستراليا تُحاول الحكومات إيجاد طريقة لإنقاذ أو إيقاف انكماش شواطئها في السنوات القادمة، بسبب تآكل ونقص الرمال وفي ظل تغير المناخ وعوامل طبيعية أخرى.
-
شواطىء العالم تنفد من الرمال
أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير خاص، بأنّ الحكومات تسعى جاهدة لإنقاذ الشواطئ التي يُسرّع فيها تغير المناخ من تآكلها، وذلك من ميامي إلى برشلونة وساحل غولد كوست الأسترالي.
وأشار التقرير إلى أنّ الرمل يُشكّل حاجزاً طبيعياً ضدّ الظروف الجوية القاسية، بما في ذلك الفيضانات. ومع ذلك، فبينما يُشاع عن وفرة الرمال، إلّا أنّ الواقع هو أنّ الطلب المتزايد - بما في ذلك من قطاع البناء - يُؤدي إلى نقصها وارتفاع أسعارها.
لعقود، كانت "تغذية الشواطئ" إحدى الطرق المُتبعة لمكافحة تآكل السواحل، حيث تُجلب الرمال الطازجة من مصادر أخرى. وغالباً ما تُجرف هذه الرمال من الشاطئ أو من المجاري المائية القريبة، ليس فقط لتقليل تكاليف النقل، بل أيضاً لضمان ملاءمة الاستبدال من الناحيتين البيئية والجمالية، بحسب التقرير.
على سبيل المثال حالياً، ستُكلف إعادة تأهيل شواطئ منطقة رودانثي الضيقة الواقعة شمال كراولينا في الولايات المتحدة في البداية أكثر من 40 مليون دولار - وهو مبلغ لا تملكه. وهذا لم يترك لأصحاب المنازل المطلة على المحيط خياراً يُذكر سوى الانتقال إلى الداخل، وهو ما يُطلق عليه العلماء "الانسحاب المُدار"، أو البقاء في أماكنهم على أمل الأفضل.
وفي حين أنّ وضع رودانثي حرج للغاية، إلّا أنّ مخاوف مماثلة تسود بعض أشهر المجتمعات الشاطئية في العالم، وفق "فايننشال تايمز".
من ميامي إلى برشلونة وغولد كوست في أستراليا، تُحاول الحكومات إيجاد طريقة لإنقاذ - أو إيقاف - انكماش شواطئها في السنوات القادمة.
بعض التآكل أمر طبيعي. لكن العواصف والمد والجزر القوي وارتفاع منسوب مياه البحر بسبب الاحتباس الحراري الناجم عن أنشطة الإنسان، والذي يُذيب الأنهار الجليدية في العالم بمعدل يُنذر بالخطر.
في برشلونة، تُواجه شواطئ المدينة الاصطناعية تآكلاً مُستمراً يُقدر بنحو 30 ألف متر مكعب سنوياً، أي ما يُعادل حوالى 12 مسبحاً أولمبياً، وفقاً لمجلس المدينة. ويتفاقم هذا النقص خلال العواصف، مثل العاصفتين اللتين ضربتا أوروبا الغربية خريف العام الماضي.
ومنذ ذلك الحين، أضافت هذه الوجهة السياحية المزيد من الرمال، وبنت أرصفةً وحواجز أمواج، لحماية الشواطئ من العواصف. ومع ذلك، "لا تزال شواطئها تفقد قوتها على نطاق عالمي"، وفقاً لما نقلت الصحيفة عن مجلس المدينةـ الذي أشار إلى أنّه "قد تختفي بعض الشواطئ تماماً".
ورأت "فايننشال تايمز" أنّ الحاجة المتزايدة إلى تعزيز الشواطئ وحماية التنمية الحضرية على السواحل تُبرز معضلةً صعبة. فالشواطئ ليست فقط أصولاً سياحية تُقدر بمليارات الدولارات، وتُمثل شريان الحياة لاقتصاداتها المحلية، بل أنّ هناك حوالى 10% من سكان العالم يعيشون على بُعد 5 كيلومترات من الشواطئ - وهو رقمٌ في ازديادٍ مُستمر. ولكن البناء على الساحل قد يعوق التدفق الطبيعي للرمال ويؤدي إلى تفاقم المشكلة التي تكافح المدن والبلدات لحلها.