من سيحسم سباق الإنتخابات الرئاسية الأميركية 2024؟
نص الحلقة
مايا رزق: أهلاً ومرحبًا بكم مشاهدينا الكرام في هذه التغطية المستمرة مواكبة للانتخابات الرئاسية الأميركية.
السباق محتدم بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
سيكون معنا في هذه التغطية عدد من مراسلي الميادين، وينضمّ إلينا مباشرة منذر سليمان محلل الميادين للشؤون الأميركية، هو معنا من واشنطن، وأيضًا ينضمّ إلينا الدكتور عاطف عبد الجواد، أستاذ محاضر في جامعة جورج واشنطن، هو أيضًا معنا من العاصمة الأميركية.
أبدأ معك منذر. عندما نتحدث اليوم عن هذا السباق الانتخابي، نحن لا نتحدث فقط عن سباق بين كامالا هاريس ودونالد ترامب. في هذه الانتخابات سيتم اختيار جميع أعضاء مجلس النواب، والعدد هو 435، وأيضًا سيتمّ تحديد عدد من أعضاء مجلس الشيوخ، وهو 34 مقعدًا، وأيضًا سيتمّ اختيار 11 حاكمًا للولايات.
كيف علينا أن نتابع هذه النتائج التي بدأت ترد تباعًا في ما يخصّ مجلس الشيوخ والنواب، وإلى ما هنالك؟
يبدو أنّ زميلنا منذر سليمان ليس جاهزاً حتى اللحظة.
بطبيعة الحال أذهب بهذا السؤال إليك ضيفنا دكتور عاطف عبد الجواد لتطلعنا على أهمية هذه الانتخابات، ليس فقط لاختيار الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأميركية، بل أيضًا لاختيار أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ وحكّام الولايات.
عاطف عبد الجواد: الكونغرس الأميركي مهمّ للغاية لتنفيذ الأجندة التي يرغب الرئيس الأميركي الفائز في تنفيذها. كلا الطرفين يأمل في أن يحسب أغلبية في الكونغرس، في مجلسي الشيوخ والنواب. الأغلبية في الوقت الراهن هزيلة لكلا الطرفين. في مجلس النواب الأميركي الأغلبية جمهورية ولكنها أغلبية هزيلة، وفي مجلس الشيوخ الأمر كذلك، الأغلبية ديمقراطية ولكنها بفارق صوت واحد فقط. ولكن بدون شكّ هذا يعدّ حقبة كبيرة أمام تنفيذ أي أجندة يرغب بها الفائز، سواء كانت الفائزة هي المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، أو المرشح الجمهوري دونالد ترامب. بدون أغلبية في الكونغرس الأميركي تتعرقل الأجندة التي يسعى كل منهما إلى تنفيذها كرئيس للبيت الأبيض.
مايا رزق: نعم، أريد أن أسألك أيضًا، في هذه الأثناء يتم فرز المزيد من الأصوات، بحسب سي أن أن، ترامب يفوز في ولاية داكوتا الشمالية.
حتى اللحظة لا يوجد مفاجآت فيما يخصّ نتائج الانتخابات، ولكن كان لافتًا أنه بعد فرز 38% من الأصوات في ولاية كارولاينا الشمالية، ونحن نتحدث عن ولاية متأرجحة، يتقدم ترامب على هاريس بنسبة 51.6%، هذا نقلاً عن أن بي سي نيوز.
ماذا علينا أن نتوقع في هذه الولاية بالتحديد؟ أتحدث عن نورث كارولاينا.
عاطف عبد الجواد: طبعًا نورث كارولاينا هي واحدة من سبع ولايات متأرجحة، وما زالت أمامنا مجموعة أخرى من الولايات أهمّها ولاية بنسلفانيا وولاية أريزونا. في ولاية بنسلفانيا من الواضح حتى الآن حسب الأرقام، أنها ستذهب إلى كامالا هاريس الديمقراطية ما لم تحدث طبعًا مفاجآت في اللحظات الأخيرة. عمليات الفرز مستمرة ولا يمكننا التعويل على الأرقام المتوفرة الآن. ولكن بدون شكّ، أيضًا من الولايات التي قد تذهب إلى كامالا هاريس بـ11 صوتًا من أصوات الكلية الانتخابية ولاية ميشيغان، وفيها عدد كبير من الناخبين من أصول عربية ومسلمة. أيضًا مرّة أخرى، لا يمكن التعويل على الأرقام المتوفرة في هذه اللحظات لأن هذه الأرقام قد تتغير في اللحظات التالية.
الذي يمكن أن نقوله حتى الآن، إنه في هذه اللحظات، ونحن نتحدث الآن، دونالد ترامب يتمتع بأغلبية واضحة، 105 صوت أو أعلى في مقابل 27 صوتًا لهاريس، وهذه فوارق كبيرة للغاية، ولكن كما قلت، ما زلنا في انتظار ولايات أخرى.
مايا رزق: اسمح لي بأن أقدّم ربما تحديثات لهذه الأرقام دكتور عاطف. فوكس نيوز تقول بأنّه بالنسبة لعدد أصوات المجمع الانتخابي التي حصلت عليها هاريس حتى اللحظة، نحن نتحدث عن 113 صوتًا، فيما بات لدى ترامب 178 صوتًا، فيما يخصّ فرز الأصوات في عدد كبير من الولايات.
الخارطة بدأت تتشح باللون الأحمر من جهة خصوصًا في الوسط، وفيما يخصّ جهة الشمال نلاحظ أنها بدأت تتشح باللون الأزرق، وحتى اللحظة كما نشير مشاهدينا دائمًا أنه لا مفاجآت، هذه الولايات كانت محسومة سابقًا، وكذلك ميول الناخبين فيها أكان باتجاه الحزب الجمهوري أو الديمقراطي.
ولكن بما أنّك أتيت على ذكر ميشيغان على وجه الخصوص دكتور، هذه الولاية التي كانت زرقاء عام 2012 مع أوباما وعام 2020 مع بايدن، تمكن ترامب عام 2016 بالفوز بها، بفارق ضئيل جدًا على هيلاري كلينتون.
هل ستعيد طعم الفوز هذا خصوصًا أنّ استطلاعات الرأي كانت ترجح خسارة هاريس لأصوات المسلمين والعرب فيها؟
عاطف عبد الجواد: بدون شكّ العرب وعدد كبير منهم قرّر الجلوس في بيوتهم في ولاية ميشيغان، هناك فئة صغيرة تؤيد ترامب، وهناك فئة أكبر تؤيد مرشحة الحزب الأخضر، واسمها جيل ستاين، ولكن بدون شكّ الأخبار بأنّ هاريس حتى الآن في طريقها للفوز فيما يبدو في هذه الولاية، هو من المفاجآت غير المتوقعة، بالنظر إلى أن ميشيغان كانت وما زالت ولاية متأرجحة. لكن يجب أن نذكر أننا لم نسمع بعد النتائج في ولايات أخرى قد تحدث الفرق، ولايات زرقاء أو ولايات ديمقراطية مثل ولاية كاليفورنيا ومثل ولاية نيويورك ومثل ولاية نيوجرسي، هذه الولايات من المفترض ألا يكون فيها أي مفاجآت لصالح المرشحة الديمقراطية، قد تحدث الفارق الذي تنتظره المرشحة الديمقراطية.
مايا رزق: دكتور عاطف، قبل قليل أفادت أن بي سي نيوز نقلاً عن السلطات في ولاية بنسلفانيا، هذه الولاية المتأرجحة والحاسمة بالمناسبة، قبل قليل قال ترامب إذا فزت في بنسلفانيا فأنا سأفوز في هذه الانتخابات، وسأعود إلى البيت الأبيض، قالت السلطات في هذه الولاية إن العديد من أماكن التصويت تعرضت لتهديدات غير موثوقة بالقنابل، ووافقت المحاكم على تمديد ساعات التصويت في اثنين على الأقل من تلك المواقع. نلاحظ بأن هناك أكثر من مصدر تهديد، من خلال القنابل في عدد من مراكز الاقتراع. ما هي هذه الظاهرة؟
عاطف عبد الجواد: نعم، في النهاية تبيّن أنّ هذه التهديدات تهديدات ليس لها أساس من المصداقية. مثلاً جزء من هذه التهديدات تمكنت السلطات من تحديد مصدره، وقالت إنها تهديدات صادرة عن روسيا، لم يقدّموا دليلاً على ذلك، ولم يشرحوا حتى كيف وصلت هذه التهديدات، وهناك شخص في ولاية أخرى قبض عليه لأنه قال إنه إذا فاز ترامب في الانتخابات سيقوم بهجوم، سوف يشنّ هجومًا، أيضًا قبض عليه والتحريات معه مستمرّة، ولكن تهديدات القنابل في الوقت الذي أدّت فيه بالفعل كما ذكرت إلى تأجيل عملية التصويت عدة ساعات في بعض الولايات، فإنها في النهاية تبين أنها تهديدات ليس لها مصداقية.
مايا رزق: تفضل بالبقاء معنا. العالم كله يترقب نتائج الانتخابات، سواء في العالم العربي أو آسيا أو حتى في أوروبا. نحن نتحدث عن انتخابات في الولايات المتحدة الأميركية، في نهايتها سيتمّ معرفة من سيكون سيد البيت الأبيض، علمًا بأننا نعيش مرحلة استثنائية مصيرية، أكان ذلك في الشرق وحتى في الشرق الأوسط، وفي العالم العربي والعالم الإسلامي، وحتى في أوروبا، خصوصًا ما يحصل في روسيا وفي أوكرانيا.
إذاً بينما العالم يترقب النتائج في الولايات المتحدة الأميركية، مراسلو الميادين بطبيعة الحال يواكبون أيضًا هذه الانتخابات في أكثر من بقعة في العالم. ينضمّ إلينا مدير مكتب الميادين في العراق عبد الله بدران. أهلاً ومرحبًا بك. أنت معنا من بغداد عبد الله.
كيف تراقب بغداد هذه الانتخابات علمًا بأنّه في الأسابيع وأيضًا الأشهر الماضية، كان هناك الكثير من الأخذ والرد فيما يخص إمكانية انسحاب القوات الأميركية من العراق، ليتبين أخيرًا بأن هذه القوات باقية وتمّ التمديد لها؟
عبد الله بدران: تحية لك مايا وللضيوف.
نعم، بالفعل بغداد عمليًا ترصد وتترقب بشكل مباشر وتحاول أن تفهم التطورات التي تشهدها الولايات المتحدة الأميركية على وقع هذه الانتخابات. بغداد طبعًا لجهة الموقف الرسمي لديها اتفاقية تجمعها وواشنطن، لكن هذا طبعًا بالشكل الرسمي والمعلن، تبين أنها اتفاقية بين جانبين رسميين يخضع كلاهما للشروط التي اتفقا عليها، لكن في الحقيقة بدأت تدرك أن هناك محاولات أميركية دائمًا لتجاوز أي اتفاق رسمي وعلى رأس ذلك اتفاقية الإطار الاستراتيجي ومحاولات بغداد المضيّ قدمًا بتنفيذ البرنامج الحكومي ومغادرة هذه القوات. نفسها بغداد تدرك وقع التطورات خلال مرحلة طوفان الأقصى، كانت قد أثّرت على هذه التفاهمات بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية، وكان ذلك واضحًا خصوصًا أنّ الأميركيين لديهم وجود عسكري وازن في العراق، وهذا الوجود العسكري الوازن كما تراه المقاومة الإسلامية في العراق وفصائل المقاومة العراقية منذ ما قبل طوفان الأقصى، بأنه وجود لديه هدف تقديم الدعم لحلفاء واشنطن في المنطقة، والذين هم بطبيعة الحال في مواجهة مع قوى وفصائل المقاومة، والمقاومة الإسلامية في العراق، وبالتالي من قبل طوفان الأقصى كان هناك مطالبات بإخراج هذه القوات.
نتحدث هنا، رسميًا بغداد تدرك طبعًا أنّ هذه التفاهمات قدر ما حاولت عبر وفودها التوصل إلى التفاهم يقضي بإخراج هذه القوات، فإنّ الولايات المتحدة الأميركية ستماطل بكل الأشكال، هي تمتلك عدة أدوات وأوراق قوة تضغط بها من خلال هذا التفاوض، حتى هذه اللحظة لم يتحرر موضوع العملة العراقية الصعبة في البنوك الأميركية، وكذلك النفوذ العسكري الأميركي الموجود في العراق والمتمثل بسيطرة شبه محكمة على سماء العراق من قبل القوات الأميركية الموجودة بغطاء المستشارين، وبغداد تدرك تمامًا حتى لو أعلنت هي رسميًا أنّها تريد من الولايات المتحدة الأميركية جدولاً واضحًا لسحب قواتها، أن الولايات المتحدة الأميركية لديها عدة أوراق من خلالها يمكن أن تمرر أسباب وجودها، على رأسها طبعًا الحلفاء في الداخل العراقي، وهي تلعب على هذه التناقضات.
لذلك يتمّ التعويل على الموقف الفصائلي الذي يرى كثيرون من المقربين من هذه القوى وعلى رأسها المقاومة الإسلامية في العراق، أنّ الموقف من القوات الأميركية والموقف من العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية لن يتغيّر سواء كانت كامالا هاريس هي من ستفوز أو المرشح الجمهوري دونالد ترامب هو من سيفوز، لديها موقف ثابت لجهة الميدان، هي منخرطة في ملحمة طوفان الأقصى، مستمرة بعملياتها، تحدّث وتطوّر من هجومها، انخرطت بعمليات مشتركة مع القوات المسلحة اليمنية، عملياتها متصاعدة عبر استهدافات داخل الأراضي المحتلة لمواقع عسكرية إسرائيلية وأهداف حيوية في الداخل المحتل، نتحدث عن موانئ ومطارات، إضافة إلى الهجمات السيبرانية، وهناك تهديد واضح من قبل المقاومة الإسلامية في العراق للمواقع والأهداف الحيوية الإسرائيلية، طبعًا بذات الوقت، هي تصعّد من عملياتها خلال الفترة التي تلت العدوان الإسرائيلي على لبنان. تاليًا فهذا هو الموقف، موقف المقاومة الإسلامية في العراق، حتى وإن سرّبت مواقع إخبارية أميركية ومحطات ومواقع مهمّة ما أشارت إليه هذه الصحف الأميركية من مصادرها، حول الاتصالات التي جرت خلال الفترة الماضية، ومنها اتصالات كانت يوم أمس بين عدة مسؤولين أميركيين بينهم سوليفان وبلينكن مع رئيس الوزراء العراقي، وكان الاتصال متعلقًا بحماية البعثات الدبلوماسية، والبعثة الدبلوماسية الأميركية، أو ما يتصل بحماية القوات الأميركية.
رسميًا بغداد، مايا، هي لديها التزام لجهة حماية القوات الأجنبية، هذا ما أعلنته بشكل رسمي، لكن في الوقت نفسه، بغداد دائمًا تذكّر خلال اللقاءات سواء مع الجانب الأميركي أو مع الوفود الرسمية الغربية وأي وفود تصل بغداد بضرورة اتخاذ موقف من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة وعلى لبنان، وأنّ ذلك التزام يجب أن يتم إنفاذه من قبل ما تصفه بغداد بالمجتمع الدولي أو القوى الغربية الحاكمة والتي لها كلمة مسموعة لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن هناك فلتان ومحاولة لإشعال المنطقة وهناك دور يمارس، هذا كان واضحًا في الموقف الرسمي الذي صدر من قبل المرجع الديني السيد علي السيستاني عند لقاء كان قد تحقق لديه من قبل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة محمد الحسان، كان واضحًا في الموقف الرسمي أن المجتمع الدولي لن يتمكن من أن يحيّد المدنيين، على الأقل بالحد الأدنى من إبعادهم عن الاعتداءات والعدوان الإسرائيلي المستمر سواء في غزة أو في لبنان. هذا موقف رسمي طبعًا استندت إليه بغداد وأكّدته خلال لقاءات متعددة قام بها رئيس الوزراء العراقي بعد اللقاء الذي جمع المرجع الديني السيد علي السيستاني.
مايا رزق: أشكرك جزيل الشكر عبد الله بدران مدير مكتب الميادين في العراق، كنت معنا من بغداد، شكرًا جزيلاً لك.
في إطار الحديث عن السياسة الأميركية الخارجية، كل شيء هو رهن الفريق الذي سيأتي به الرئيس الجديد أو الرئيسة الجديدة للولايات المتحدة الأميركية.
مشاهدينا أسماء كثيرة يتم التداول بها في مناصب وزارية بطبيعة الحال، لدى كل من ترامب وهاريس، ولا شكّ في أنّ هويتي وزيري الخارجية والدفاع تحسمان الكثير من الأسئلة حول شكل الحكم للسنوات الأربع المقبلة، فما هي الترجيحات؟
سنحاول قليلاً المرور بها. رسالة تنوّع قد تسعى هاريس إلى أن تبعث بها وربما تشمل وزارتها، جمهوريًا واجدًا على الأقل كما وعدت قبل ذلك. التحدي الأكبر وزارة الخارجية.
من الأسماء المتداول بها ويليام بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية في عهد بايدن، كما نرى هنا على الشاشة. هو يحظى بدعم الحزبين مشاهدينا الكرام. أوكل إليه بايدن سابقًا مهمة التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.
كريس مورفي هو المرشح المفضل لدى التقدميين. أيّد قرارًا بحجب بعض الأسلحة عن إسرائيل، ويصرّ على أن تكون الدولة الفلسطينية ضمن أي حل مستقبلي.
ليندا توماس غرينفيلد، هذه المرأة عرفت من خلال دورها في مجلس الأمن واتهمها خصومها بازدواجية المعايير في التعاطي مع الأزمات، وخصوصًا في ضوء حرب غزة.
أما بالنسبة لوزارة الدفاع مشاهدينا الكرام، فمن المرجح أن تبقى الركائز الأساسية في عهد هاريس.
لذا أول الأسماء المطروحة كريستين وورموث التي تولت وظائف عديدة في عهد بايدن مشاهدينا الكرام في البنتاغون، منذ إدارة أوباما حتى، ما يمنحها فهمًا لبيروقراطية البنتاغون.
ميشيل فلورنوي اسم بارز في دوائر الأمن القومي. لديها علاقات مع شركات الدفاع، من خلال شركتها الاستشارية، ما قد يثير معارضة البعض.
آدم سميث، سنتعرف على صورته بعد قليل، هذا هو آدم سميث المعروف بطبيعة الحال، كان من الديمقراطيين الأوائل الذين طالبوا بايدن بالتنحّي، وشكّل علاقات عمل قوية مع الجمهوريين، ولذا ربما هذا قد يضاعف من حظوظه.
نتابع بطبيعة الحال، والآن نتوجه إلى دونالد ترامب. من جهته، لم يعط أسماء واضحة عن أعضاء محتملين في حكومته إذا فاز بالرئاسة، لكنه أشار إلى أفضلية لبعض الشخصيات في مهام محددّة.
ريك غرينيل اسم مقترح لوزارة الداخلية. هو مناصر صريح لشعار لنجعل أميركا عظيمة مجدّدًا. يشير إليه ترامب باسم "مبعوثي". يعتبر أيضًا من أبرز المرشحين لمنصب مستشار الأمن القومي.
ماركو روبيو خصم سابق لترامب، تحوّل إلى مؤيد له لا بل إلى مدافع شرس عن ترامب، وله آراء متشددة بشأن العديد من قضايا السياسة الخارجية وخاصة كوبا وإيران.
أما مايز والتز فهو من قدامى المحاربين مشاهدينا في الجيش الأميركي. هو من أشدّ المنتقدين لطريقة الانسحاب من أفغانستان، واسمه يتردّد أيضًا لمنصب وزير الدفاع.
هذا إلى جانب توم كوتون، وهو محارب قديم أيضًا في العراق وأفغانستان كما نرى هنا على الشاشة. دعا إلى إنشاء وزارة دفاع أكثر قوة وإبداعًا.
وأخيرًا، مايك بومبيو، ومن لا يعلم من هو مايك بومبيو. كان عنصرًا أساسيًا في سياسة الأمن القومي خلال ولاية ترامب. عرف بالدعم القوي لإسرائيل.
أذهب إليك ضيفنا من واشنطن. ربما معظم المشاهدين من العالم العربي سيتوقّف عند اسم ليندا غرينفيلد كوزيرة خارجية. الكلّ يعرف اسم هذه السيدة الأميركية ويعرف وجه هذه السيدة الأميركية، وأكثر من ذلك، يعرفون حركة يدها عندما عارضت أي وقف للإبادة الجماعية بحق أبناء غزة.
أسألك، ما هي حظوظ غرينفيلد وماذا يعني أن يتمّ اختيارها مثلاً؟
عاطف عبد الجواد: أولاً نقطتان اثنتان. النقطة الأولى، كلّ الأسماء التي ذكرتِها، تدخل ضمن باب التكهنات. لماذا؟ لأنه مهما كانت مصداقية هذه الأسماء والمعلومات، فإن مناصب وزارية كهذه تخضع لتصديق مجلس الشيوخ الأميركي، ومجلس الشيوخ الأميركي يتوقف الأمر على نوعية الأغلبية التي سنراها في نهاية الانتخابات الراهنة.
النقطة الثانية هي أنّ ليندا ليست من طبيعتها التلقائية أن تتخذ قرارات، هي تأخذ الأوامر والتعليمات من الرئيس بايدن شخصيًا، أو بطريقة غير مباشرة عن طريق وزير الخارجية بلينكن. لذلك، لا يمكن القول إنّ هذا عيب لها وهذه ميزات لها، لأنها هي لا تتخذ القرارات، وإنما هي تنتظر في قراراتها، وحركة يديها حتى تأتي بناءً على تعليمات من رؤسائها، وأهمّ هؤلاء الرؤساء جو بايدن.
مايا رزق: سنشرّح أيضًا في هذه الفرضيات، فيما يخصّ شكل إدارة ترامب، أو شكل إدارة هاريس، بعد أن أرحّب بك منذر سليمان محلل الميادين للشؤون الأميركية، أنت معنا دائمًا من واشنطن.
كريس مورفي هو اسم مطروح أيضًا لإدارة هاريس فيما إذا وصلت إلى سدة الرئاسة ليكون وزيرًا للخارجية. الرجل فاز للتو مشاهدينا الكرام، في سباق انتخابي. نتحدّث عن مجلس الشيوخ الأميركي، وتحديدًا في ولاية كونيتيكت.
أسألك عن كريس مورفي.
منذر سليمان: بدايةً، حول موضوع منصب وزارة الخارجية، ما تفضّل به الضيف الكريم هو أيضًا عامل أساسي يتعلق بأنّ الأسماء التي ستُقدَّم يجب أن تحظى بموافقة غالبية مجلس الشيوخ. هذا لا يعني أنه يجب أن يكونوا كلهم من الحزب الديمقراطي، فإذا كان الرئيس ديمقراطيًا وأغلبية مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري، سيكون هناك تشدّد أكثر. ولكن أيضًا يجب أن يكون هناك معيار آخر، بأنه أحيانًا بسبب حساسية التوازنات في مجلس الشيوخ، قد لا يحظى عضو مجلس شيوخ بمنصب وزاري، بمعنى أنّه سيتمّ دراسة الأمر بعناية من قبل أيّ رئيس ليأخذ شخصية، وإن كانت هي مناسبة، وفعلاً كريس مورفي سيكون مناسبًا لهاريس في حال فازت بالرئاسة، ولكن لديها خيارات أخرى قد تكون في حال أنّ هناك حاجة إلى أغلبية في مجلس الشيوخ، رغم أنه يمكن أن يتمّ ضمان انتخاب في ولاية محسومة ديمقراطيًا، أن يتمّ تعيين مؤقت لمن يشغل منصب هذا السيناتور، عضو مجلس الشيوخ، بانتظار أن يتمّ المصادقة عليه، إذا تمّت المصادقة عليه من مجلس الشيوخ.
ولكن أنا أرشح أكثر ويليام بيرنز؟ لماذا أرشح ويليام بيرنز؟ ويليام بيرنز لأنّ لديه خبرة سابقة في الشؤون الخارجية، واكتسب خبرة واسعة الآن في الاستخبارات، وهذا يذكّرنا بالطريقة التي حصل فيها بومبيو خلال عهد ترامب، كان مدير الـCIA وتحوّل إلى الخارجية. يكون بنفس الوقت، إذا احتاجت إلى مورفي ستأخذه دون شك، ولكن المرجح في حال هناك حاجة لبقاء مورفي في مجلس الشيوخ، أن يتمّ اختيار ذلك. ولكن كريس مورفي بالفعل يمكن اعتباره من الجناح اليساري داخل الحزب الديمقراطي، وكان لديه مواقف مع حقوق الإنسان فعلاً رغم أنه في الولايات المتحدة، هذه الإدارة جاءت لتقول إنها هي لنشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، ووجدنا أنها أصبحت عنوانًا لحرب الإبادة في غزة، والآن في لبنان. وبالتالي، يمكن أن يرسل إشارة قوية بسياسة خارجية أكثر اعتدالاً، أكثر توازنًا من السياسة الخارجية التي اعتمدها بلينكن والتي عمليًا كان فعلاً طاقم الخارجية طاقمًا ضعيفًا جدًا.
أحب أن أضيف لموضوع البنتاغون، البنتاغون من المرجح ان تكون فلورنوي بسبب أنها كانت نائبة سابقة للبنتاغون، وربما برغم علاقاتها مع مؤسسات الدفاع، وهذا لا يضير الحزب الديمقراطي. على فكرة هذا لا يعني أن هاريس يسارية وليس لها علاقة أو لا تمثل شركات السلاح وغيرها، أتى وزير الدفاع الحالي بعد أن تقاعد، ذهب إلى شركات الدفاع كمستشار أو عضو مجلس إدارة، وأنا ألاحظ أنه في نهاية الأمر، الحزب الديمقراطي سيكون أنجح في الباب الدوار، بمعنى يأتون معظمهم ممّن سبق أن خدم في عهود سابقة مثل أوباما وكلينتون، بينم ترامب سيكون الولاء الشخصي هو الأساس.
مايا رزق: سأتحدث عن ترامب بالتحديد وعن شكل الفريق الذي قد يحيطه بعد قليل، ولكن اسمح لي بالإشارة إلى أنّ إضاءة الولايات تتم تباعًا إما باللون الأزرق أو الأحمر. هناك أكثر من ولاية باتت محسومة وواضحة، فيما يخصّ مثلاً رود ايلاند، فازت بها هاريس، هذا ما أعلنته أن بي سي نيوز، فيما ترامب فاز بولاية لويزيانا. ولكن نيويورك تايمز تقول إن التقديرات تشير إلى ميل السباق الانتخابي لصالح ترامب، في ولايتي جورجيا وكارولاينا الشمالية، هاتين الولايتين المتأرجحتين، وإلى حد كبير الحاسمتين، ونيويورك تايمز تقول أيضًا، إذا فاز ترامب بولايتي جورجيا وكارولاينا الشمالية، قد يكون على هاريس تحقيق فوز كاسح في ميشيغان، بنسلفانيا، ويسكونسن. إذاً الطريق ما زال بعيدًا لكلا المرشحين دونالد ترامب وكامالا هاريس.
يطلعنا أكثر زميلنا مهدي الديراني على ما يحصل على هذه الخارطة فيما يخصّ النتائج حتى هذه اللحظة. مهدي تفضّل.
مهدي الديراني: صحيح، مايا، في هذه الأثناء، الأرقام ربما تتبدل مع الساعات، والدقائق، وبالتالي هذه الأرقام يجب أن نشير إلى أنها بطبيعة الحال نابعة عن الولايات التي هي كانت قد.
مايا رزق: لا مفاجآت حتى اللحظة، هكذا يمكن أن نقول.
مهدي الديراني: صحيح، هذه الولايات كانت قد أعلنت ولاءها إن صحّ التعبير إن كان للمعسكر الجمهوري أو الديمقراطي، وبالتالي هذه البيانات الأولية تفسّر هذه الأرقام.
إذا أردنا أن نتحدث بالتفصيل، حتى هذه الساعة، يمكن أن نقول إنّ بعض الولايات التي فاز بها ترامب، هناك إنديانا، وكذلك أيضًا العديد من الولايات، فقط للإشارة على سبيل المثال، فلوريدا هي أيضًا من الولايات التي فاز بها المرشح دونالد ترامب على منافسته كامالا هاريس، وبالتالي هذه الأرقام هي بطبيعة الحال تتبدل، ولكن حسمت النتائج في بعض الولايات، أيضًا في ميزوري، وأيضًا في أوكلاهوما، والعديد من الولايات، ولجهة هاريس، أيضًا يمكننا أن نقول إنه حتى هذه الساعة هناك نيوجرسي، وكذلك ميرلاند، وبالتالي مع اقتراب ساعات الحسم ربما نحن نتّجه لنرى بالتالي النتائج، ولكن يمكننا دائمًا أن نذكّر أن الولايات المتأرجحة هي الولايات التي قد تحسم هذه النتائج بطبيعة الحال، وأن يكون بالتالي للولايات المتحدة رئيس جديد، وحتى هذه الساعة، في الساعات الأخيرة، يمكننا أن نقول إن الأنظار تتوجه إلى بنسلفانيا وكذلك إلى ميشيغان، إلى أن تظهر نتيجة هذه الولايات التي تحسم بطبيعة الحال.
مايا رزق: بما أنك تحدثت عن بنسلفانيا مهدي، كان لافتًا ما جاء نقلاً عن مركز إديسون، هاريس تسجّل 58.9% مقابل 40% لترامب في ولاية بنسلفانيا، هناك تقدم بـ18 نقطة، وهذا فارق شاسع بالمناسبة، ولكن نذكّر بأنّ هذه الأرقام هي فقط بعد فرز 20% من الأصوات، أي حتى اللحظة يمكن قلب كل الأمور رأسًا على عقب، وقد اعتدنا على هذا الأمر في الانتخابات السابقة، علينا الانتظار ليس لساعات ولا لأيام، بل أكثر من ذلك لمعرفة النتائج الدقيقة بطبيعة الحال.
أشكرك مهدي حتى اللحظة، وستنضمّ إلينا بعد قليل فور ورود أيّ مستجدّات.
حتى اللحظة إذاً مشاهدينا الكرام، هناك 19 ولاية اتشحت باللون الأحمر، أي أنها جمهورية لصالح ترامب، فيما في المحصّلة هناك 12 ولاية زرقاء، أي لصالح الحزب الديمقراطي، نتحدث عن مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.
أعود إليك ضيفنا من واشنطن الدكتور عاطف عبد الجواد. كنّا نتحدّث بطبيعة الحال عن شكل الإدارة فيما لو وصل ترامب أو هاريس إلى سدّة الرئاسة، هناك الكثير من الأسماء فيما يخصّ حقيبة الدفاع البنتاغون، ربما تكون كما ذكر الزميل منذر ميشيل فلورونوي أول سيدة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية على رأس البنتاغون في حال فازت هاريس وأصبحت هي بدورها أول سيدة تتبوأ منصب رئاسة الجمهورية في الولايات المتحدة الأميركية.
ولكن أسألك، بطبيعة الحال، عن أبرز تحديات من يتولى وزارتي الخارجية والدفاع، فيما العالم يشهد تطورات مفصلية.
عاطف عبد الجواد: نعم، كامالا هاريس أعلنت صراحة وعلنًا أنها تعتزم تعيين جمهوري في وزارة الدفاع الأميركية، فهذا أمر شبه تقليدي بين الرؤساء الديمقراطيين. العديد من الرؤساء الديمقراطيين في التاريخ المعاصر لجأوا إلى حيلة، وهي تعيين وزير دفاع جمهوري في حكومة ديمقراطية، لسببين. السبب الأول تحاشي أي انتقادات من جانب الجمهوريين بأن الحكومة أو الرئيس الجديد ضعيف في الدفاع، وثانيًا لإثبات أنّ الذين يقولون نحن الأقوى بالنسبة للدفاع عن أميركا، نحن نريد أميركا قوية عسكريًا، فإذاً هذا هو وزير من الجمهوريين. ولكن فيما عدا ذلك، التعيينات التي ستتمّ في حكومة ترامب لو فاز، هذه معضلة كبير أمام ترامب، بسبب أنّ 100 جمهوري من أنصاره، من وزرائه، من مستشاريه، رئيس مكتبه، جنرال في المارينز سابقًا، هؤلاء أعلنوا أنه خطر على أميركا أن يفوز بالرئاسة ويعود إلى البيت الأبيض، وهناك من وزرائه السابقين وغير السابقين أيضًا من غير الوزراء من يتردّد في قبول دعوة من ترامب لشغل منصب وزاري في حكومة ترامب. إذاً ستكون هناك مفاجآت بالنسبة لمن سيقبل عرضًا من ترامب لشغل منصب في الوزارة، ليس فقط لأنّ هذا مسألة صعبة، الآن بعدما قال ما قاله هؤلاء جميعًا عن ترامب وخطورته على الأمن القومي الأميركي، وبالنسبة أيضًا لما إذا كان هناك من يرغب بالفعل في شغل مثل هذا المنصب.
مايا رزق: بينما تتحدث إلينا نتابع هذه المشاهد من واشنطن العاصمة مباشرة، هذه المشاهد لعدد من الأميركيين الذين احتشدوا احتفالاً بفوز هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي في واشنطن دي سي، بكولورادو كما نتابع. إذاً يبدو أنّ المظاهر الاحتفالية بدأت تظهر في أكثر من منطقة، وما نرصده الآن هو ما يجري في العاصمة الأميركية واشنطن.
استكمالاً منذر لما تفضّل به الدكتور عاطف فيما يخصّ إدارة ترامب، ما إذا عاد إلى البيت الأبيض، نحن نعلم أن رئاسة ترامب عام 2016 عرفت تقلبات كثيرة بما يخص الإدارة، استقالات بالجملة لمن تولّوا أهمّ الحقائب.
هل سنشهد على سيناريو مماثل في حال عاد ترامب إلى البيت الأبيض، أم أنه بات يحيط نفسه بترامبيين أصليين إذا صحّ الوصف؟
منذر سليمان: أنا أوافق الضيف الكريم على ذكره خاصة فيما يتعلق باستعانة وإعلان هاريس بأنها ستستعين بشخص جمهوري ليدخل في وزارتها. يبقى بالفعل تقليديًا، كان اختيار أشخاص لوزارة الدفاع، ولكن قد يتمّ اختيار بمنصب آخر، ليس بالضرورة أن يكون وزير الدفاع، وإن جرت العادة أن يتمّ اختيار وزير دفاع. لا تقيّد نفسها كليًا، ولن تقيّد نفسها بهذا الأمر، وهذا أيضًا لتسهيل الموافقة على الشخصية التي تختارها.
بالنسبة لترامب، بالفعل، ترامب رغم أنه مرشح الحزب الجمهوري بدون منافس، نافسته بشكل مؤقت سيدة واحدة، كانت هي أصلاً وزيرة في إدارته واستقالت، ومع ذلك منظومة الحزب التقليدية للحزب الجمهوري تقريبًا هي منسلخة عنه، وهذا سيشكّل مشكلة، هي سلاح ذو حدّين، قد يفيده هذه المرّة إذا نجح، وقد لا يفيده. قد لا يفيده بأنه لن يكون هناك اعتماد على خبرة مجرّبة اعتاد الحزب الجمهوري أن يغرف منها، لأنّ المسؤولية في الوزارات تتطلّب شخصًا لديه دراية وحكمة وخبرة وسبق له أن قام بوظيفة رسمية تساعد على إدارة شؤون الحكم.
وبالتالي، الأمر الآخر أنه قد يأتي بشخصيات جديدة كليًا، ويمكن أن يدخل دمًا جديدًا في الحكم، ويصبح هناك نوع من التجديد، لأنه دائمًا ترامب أصلاً هو كان يقول ويزعم بأنه يأتي من خارج سياق المنظومة السياسية التقليدية للحزبين، وأنه سيُحدِث ثورة، ولكن انشغاله، إذا فاز، انشغاله في معاقبة خصومه وفي محاولة أيضًا تقويض العديد من البيروقراطية التي يعتبر أنها كانت تعمل ضدّه خلال حكمه، والتي عملت ضده لاحقًا، هو يعتبر أن وزارة العدل مسيّسة وتقوم ضده، وفي الوقت نفسه لم يبقَ جنرال مرموق سابق في القوات المسلحة الأميركية إلا وأهانه، حتى الأشخاص الذين يتباهون بالأوسمة التي حصلوا عليها، والميداليات، هو تحدّث عنهم بلغة مهينة، وبالتالي من الصعب أن يتقبّل شخص من هؤلاء أن يأتي، إلا أن يكون مطيعاً ذليلاً أمام ترامب، وترامب يتصرف وكأنه إمبراطور أصلاً وينبغي أن يكون ملكًا أو إمبراطورًا أكثر من رئيس لبلد ديمقراطي.
بالتالي من هنا هذه مشكلة كبرى ستواجه ترامب في إمكانية تكوين إدارة منسجمة، لأنه يرغب فقط في الولاء وليس الكفاءة، والأمر الآخر هو طبيعة الكونغرس الذي سيتعامل معه. على فكرة، من ضمن الانتخابات ونحن نتحدث عن انتخابات، نورث كارولاينا، رغم أنه يتقدم فيها، ويتقدم أيضًا في جورجيا، إلا أنه في نورث كارولاينا نفسها، حاكم الولاية المرشح الجمهوري لم يفز، وكان هذا الشخص أيضًا منبوذًا إلى حد ما بسبب بعض الفضائح التي ذكرت عنه، وكان مرتبطًا بشكل قوي أيضًا مع ترامب، ولاحظي، هذا نموذج عمّا يمكن أن يحصل أحيانًا في الانتخابات. هذا لا يعني أن ترامب سيفوز في كارولاينا الشمالية، ولكن هو يتقدم الآن، وكذلك يتقدم في ولاية جورجيا، مقابل أن هاريس تتقدم في بنسلفانيا وفي ميشيغان، وقد تتغير كل هذه النتائج لاحقًا، ولكن المؤشر يقول إنه في حال استمر هذا الأمر، ولايتان هنا وولايتان هنا، ستكون ويسكونسن وأريزونا وأيضًا نيفادا، ستصبح هي أيضًا الولايات التي سيتمّ النظر إليها وعلينا أن ننتظر المزيد من الفرز في الأصوات لكي نعرف، وحتى كارولاينا الشمالية ليست محسومة لصالح ترامب.
مايا رزق: بطبيعة الحال، بما أنك أتيت على ذكر نيفادا، نشير مشاهدينا الكرام، وبحسب فوكس نيوز، إلى أنّ صناديق الاقتراع أغلقت في هذه الولاية، ونذكّر دائمًا أنه تمّ التمديد للتصويت في أكثر من ولاية، من بينها الولايات الحاسمة والمتأرجحة بسبب وجود طوابير وعدد كبير من الناخبين الذين يودّون الإدلاء بأصواتهم. ونشير أيضًا إلى ما تنقله سي أن أن قبل قليل عن فوز المرشحة عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس عن ولاية نيويورك، هذا الأمر كان متوقعًا. نيويورك بطبيعة الحال هي ديمقراطية تاريخيًا، فيها ثمانية وعشرين صوتًا في المجمع الانتخابي، وحتى اللحظة بحسب فوكس نيوز، هاريس حصلت على 64.5% مقابل 35.5% فقط لدونالد ترامب.
بما أننا نتحدث عن دونالد ترامب وتذيّله لهاريس في نيويورك، الرئيس الأكثر جدلاً في الولايات المتحدة من دون أي منازع، من هو، وماذا عن سياسته الداخلية والخارجية؟ التقرير التالي لمهدي الديراني.
تقرير: هو الأكثر غرابةً، لا بل هو الأكثر جدلاً في الولايات المتحدة. إنه دونالد ترامب.
يصنّف أنه قريب من اليمين المتشدد في الحزب الجمهوري. دخل أول مرة السباق الرئاسي عام 2000 عن حزب الإصلاح، لكنه سرعان ما انسحب، ثمّ أعاد الكرّة عام 2012 عن الحزب الجمهوري، ليستكمل خطوته بالوصول إلى الرئاسة عام 2016 بفوزه كمرشح للحزب الجمهوري ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
طموحه في الشهرة وجذب الأنظار مع أسلوبه الاستعراضي دفعه إلى إعادة الترشح عام 2020 أمام منافسه جو بايدن، لكنه خسر السباق، فاتهم "Sleepy Joe" كما يدعوه بتزوير النتائج، دافعًا بأنصاره إلى الكابيتول في مشهد يعبّر عن حقيقة الديمقراطية في الولايات المتحدة.
انتفاضة ترامب في الداخل الأميركي قابلها الديمقراطيون بتوجيه اتهامات له، بينها نحو 30 اتهامًا جنائيًا، و7 اتهامات أخرى، منها نقل وثائق سرية من البيت الأبيض بعد انتهاء ولايته، وتزوير سجلات أعمال شركاته لإخفاء معلومات عن الناخبين في انتخابات عام 2016، والتهرب الضريبي، وتحريض أنصاره على الهجوم على مبنى الكابيتول.
ترامب الذي رعى مسابقات مختلفة لملكات الجمال رافقته أيضًا تهم بالاعتداء الجنسي على إحدى عارضات الأزياء. اشتهر بعدائه للمهاجرين ومعارضته قانون حق الإجهاض. كلّها ملفات داخلية جدلية في الولايات المتحدة، أعلن مواقفه صراحةً تجاهها، وهو الأمر نفسه في سياسته الخارجية، إذ يرى في الدفاع عن أعضاء حلف الناتو عبئًا اقتصاديًا كبيرًا، وفي الصين منافسًا شرسًا، متوعّدًا إياها بفرض تعرفات جمركية بنسبة 60% على بضائعها وخفض المستوى التجاري معها.
أما روسيا، فلا يصفها بالدولة العدوة، مؤكدًا أنه سيدفع بتسوية مع أوكرانيا لوقف الحرب. وأمام الملفات هذه لم يتغير موقفه بمساندة تل أبيب أو الدفاع عنها، على الرغم من ترويجه لوقف الصراع القائم في كل من لبنان وغزة.
مايا رزق: أذهب إليك دكتور عاطف عبد الجواد. إذا قلنا اليوم بأن دونالد ترامب سيحصل على غالبية أصوات الرجال البيض في الولايات المتحدة الأميركية فلا مفاجأة في ذلك، ولكن ما يرد الآن على شاشة الميادين نقلاً عن سي أن أن، أنّ ترامب يحظى بتأييد 54% من الرجال اللاتينيين، وهي المجموعة التي فاز بها بايدن في عام 2020، أعتقد أنّ في هذا الأمر نوعًا من مفاجأة. كيف يمكن أن نفسّر ذلك؟
عاطف عبد الجواد: هناك عدّة نقاط في هذا الصدد. أولاً هناك عدد كبير من الرجال، خصوصًا اللاتينيين الذين ما زالوا لا يقبلون فكرة تقبّل أنّ الرئيس سيكون امرأة، بمعنى أنّ رئيس وامرأة لا يركبان مع بعضهما، وأنّ الرئيس يجب أن يكون رجلاً. هذه نقطة.
النقطة الثانية أنّ معظم أنصار دونالد ترامب هم من الرجال البيض المتعلمين من دون درجة جامعية، وبالتالي نظرتهم للأمور غير مكتملة، غير كاملة، غير صحيحة، منقوصة إلى حدّ كبير.
ثالثًا، دونالد ترامب يعيش بين اللاتينيين. فلوريدا بقربها من السواحل اللاتينية، فنزويلا، كوبا، وما إلى ذلك، هو يعيش مع هؤلاء، وبالمناسبة هؤلاء مهاجرون، ويصفهم دونالد ترامب كما نعلم بأفظع الأوصاف والصفات، مجرمون، لصوص، قذرون، يلوّثون بيئتنا، وما إلى ذلك.
ولكن بدون شكّ هذه العوامل الثلاثة تفسّر ولو جزئيًا لماذا اللاتينية، وخصوصًا وهم يعيشون في ولايته الجديدة فلوريدا، يؤيدونه دون تأييد كامالا هاريس.
مايا رزق: النساء اللاتينيات منذر، بحسب سي أن أن أيضًا، 6 من أصل 10 نساء لاتينيات صوّتن لصالح هاريس، ولكن في هذا انخفاض عمّا حصل عليه بايدن من أصوات هذه الكتلة الناخبة الأميركية.
يبدو أنّ اللاتينيين يقومون بمعاقبة الحزب الديمقراطي على أدائه في السنوات الأربع الماضية؟
منذر سليمان: من الواقع الفعلي، بأنّ الكثير من التحالف الذي أدّى إلى مجيء بايدن، أو التحالف الذي نُسِج والذي كان أيضًا ردّة فعل على ترامب وسياساته ومواقفه العنصرية، يبدو أنّ هذا تفكّك قليلاً، وخاصة في ظلّ إدارة الحرب لمدة عام، حرب إبادة، وأيضًا نحن نتحدث أنّ هناك من يتّهم أيضًا بايدن بأنه كان يمكن، وهذا يصبّ في صالح ترامب جزئيًا، بأنه حتى حرب أوكرانيا كان بالإمكان تفاديها، بالإضافة إلى العنصر الثقافي الذي ذكره الضيف الكريم، بالنسبة للجالية اللاتينية عمومًا، من أصول لاتينية، هناك مشكلة يواجهها الحزب الديمقراطي أيضًا بأنه لم يتعامل، حتى من وقت أوباما، صحيح نسمع عن موضوع الهجرة من قبل ترامب والذي يطالب بأنه سيعيد المهاجرين وغيرهم، ولكن حتى أوباما وحتى أيضًا بايدن تصرّفا بطريقة لا تحمي المهاجرين غير القانونيين، وكان هناك سياسة متباطئة في كيفية معالجتهم وحتى معالجة جمع الشمل لعائلاتهم. أيضًا يفترض أن نفرّق بين أنّ هناك قطاعًا كبيرًا لا يصوّت منهم. القطاع المنظّم سياسيًا هو القطاع الذي عمل عليه الحزب الجمهوري، وهي الجماعات التي أتت أصلاً، خاصة مثلاً في كوبا بشكل واضح، أتت من كوبا واستوطنت في فلوريدا، هي من الجماعات اليمينية المتطرفة التي كانت تعادي الاتحاد السوفياتي سابقًا وتعتبر أنّ الشيوعية وأنّ الدول الاشتراكية هي سبب الفقر وسبب المشكلات، واستطاع الحزب الجمهوري أن يلعب دورًا سياسيًا منظمًا أكثر، لذلك الجماعات اليمينية من داخل تيار من أصول لاتينية كان لديهم القدرة على التنظيم، بينما الجماعات الفقيرة والمعدمة والمتوسطة والتي لا تجد عملاً وليس لديها وضع قانوني، أيضًا كانت تخشى أن تعبّر عن مواقفها السياسية.
إذاً عدّة عوامل، ولكن العامل المركزي بالتأكيد أنّ هناك حالة إحباط، وحالة الإحباط لم تطل فقط من هم من أصول لاتينية، حتى السود والشباب أيضًا، بالإضافة إلى الأقليات الأخرى، العرب والمسلمين، الذين شعروا أنّ إدارة بايدن وهاريس قد خذلتهم فعلاً.
مايا رزق: أشكرك جزيل الشكر منذر سليمان محلل الميادين للشؤون الأميركية كنت معنا من واشنطن، لقراءة أول ما يردنا في ما يخصّ نتائج الانتخابات، وهذه الانتخابات بشكل عام، فيما يخصّ تأثيرها على الداخل الأميركي، وأيضًا على العالم.
نشير مشاهدينا الكرام إلى هذه المشاهد التي تردنا من ولاية فلوريدا حيث هناك تجمّع انتخابي لدونالد ترامب. نذكّر بأنّ دونالد ترامب قد فاز فعلاً في هذه الولاية بحسب فوكس نيوز، بنسبة 56.2%. مشاهدينا الكرام عدد أصوات المجمع الانتخابي في هذه الولاية 30، ونحن نتحدث عن عدد لا يمكن الاستهانة به، ولكن السباق لا يزال في أوله إذا ما صحّ التعبير، علمًا بأنه لا يوجد حتى اللحظة أي نتائج واضحة وحاسمة فيما يخصّ الولايات المتأرجحة.
أعود إليك دكتور عاطف عبد الجواد، وإلى حين أن تبدأ ربما الأرقام تردنا من هذه الولايات المتأرجحة، وبالتالي يمكن لنا حينها تقدير ربما من سيكون الفائز في هذا السباق، الكثير من السيناريوهات متوقعة فيما يخصّ النتائج. هناك من يقول بأنّ البلاد قد تتّجه إلى تعادل ربما بين ترامب وهاريس.
هل ترى هذا الأمر واردًا، علمًا بأنه في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية لم يكن هناك حادثة مشابهة إلا مرة واحدة عام 1800 وفي ذلك العام كان السباق بين توماس جفرسون وآرون بور؟
عاطف عبد الجواد: نعم، بدون شكّ، هناك احتمال وارد في التعادل، دعيني أقول لك إن أول نتيجة تظهر في هذه الانتخابات كانت في قرية صغيرة على الحدود مع كندا اسمها ديكسفيل نوتش، عبارة عن ستة ناخبين فقط، أربعة منهم من الجمهوريين واثنان منهم من المستقلين، ومع ذلك حدث تعادل، ترامب حصل على ثلاثة أصوات، وهاريس حصلت على ثلاثة أصوات. هذا التعادل يثير تساؤلات. السؤال الأول، هل التعادل أصبح فكرة قد تهيمن على المشهد الانتخابي بأكمله؟ هذا سؤال. السؤال الثاني، معنى التعادل أن جمهوريًا من الجمهوريين الأربعة انضمّ إلى فريق الديمقراطية بتصويته لهاريس، فهل هذا الجمهوري أيضًا الذي انضمّ إلى هاريس يمثّل ظاهرة من الممكن أن تعمّ المشهد الانتخابي بأسره؟ السؤال الثالث والأخير هو، ماذا سيحدث لو افترضنا بالفعل أنّ هذا الاحتمال قائم، وأنه حدث تعادل، ولم يحصل أحد على 270 صوتًا من أصوات الكلية الانتخابي، أي حصل كلّ منهما على 269 صوتًا؟ الفيصل الحاسم في هذه الحالة، في حالة التعادل، تنتقل الساحة الانتخابية إلى مجلس النواب الأميركي الذي يختار بالتصويت المباشر الرئيس الجديد، بينما يختار مجلس الشيوخ بالتصويت المباشر نائب الرئيس في منصبه الجديد.
مايا رزق: أشكرك جزيل الشكر دكتور عاطف عبد الجواد أستاذ محاضر في جامعة جورج واشنطن، كنت معنا من العاصمة الأميركية. شكراً جزيلاً لك.