تشي غيفارا – لن يحولوا بيننا - الجزء 2

نص الحلقة

ألييدا غيفارا مارش: مرحباً، كيف حالكم؟ هل أنتم بخير؟ أنا سعيدة بوجودي معكم مجدداً

كما وعدناكم في الحلقة السابقة، ما زلنا في مدينة (سانتا كلارا)، عند ضريح (تشي غيفارا).

هنا يرقد رفات أبي ورفاقه الذين سقطوا في (بوليفيا).

 

ألييدا غيفارا مارش: أتذكر عندما بدأنا ببناء هذه الساحة، لم نكن نفكر حتى في أن الرفاق سيصلون يوماً ما.

لم تكن لدينا أي فكرة، لكننا كنا نبني ساحة ثورة (تشي غيفارا)، كان ذلك في أواخر الثمانينيات.

كنت حاملاً بابنتي الكبرى وجئت للقيام بعمل تطوعي هنا، وكان الأمر جميلاً للغاية

لأنني شاركت مع حشود من أهالي (سانتا كلارا) الذين جاؤوا للمساعدة، متبرعين بساعات من العمل (التطوعي) من أجل بناء هذه الساحة وإنجاز العمل في الوقت المحدد.

كما تبرّع شعب (كوبا) بأكمله بالبرونز اللازم لصنع هذا التمثال لأبي.

انظروا، لقد كان نحاتاً كوبياً اسمه (خوسيه دي لارا) هو من صنع كل شيء، كل المنحوتات هنا.

لقد كان جهداً عظيماً. وعندما تدخلون إلى (سانتا كلارا)، سترون صورة (تشي) من تلك المسافة. إنه مكان جميل جداً.

 

ألييدا غيفارا مارش: ولكن، كيف لنا أن نعرف متى سيصل رفات هؤلاء الرفاق إلى (كوبا)؟

ما الذي حال دون اكتشاف رفاتهم والعثور عليه؟ من هي القوى التي فعلت كل ما في وسعها لمنع ذلك؟

وماذا كان رد فعل شعب (كوبا) عندما تمكّن أخيراً من الترحيب بأبطاله؟

في عالم تحكمه الشركات المتعددة الجنسيات في مجال الإعلام أو التضليل الإعلامي،

يقدم لكم هذا البرنامج مساراً مختلفاً كل أسبوع،

ربما يكون متمرداً إلى حدّ ما. إذا أردتم متابعتنا، فافعلوا ذلك، (ببساطة)، مع (ألييدا غيفارا).

مقدمة

مكتوب على الشاشة: تشي غيفارا – لن يحولوا بيننا

 

ألييدا غيفارا مارش: حسناً، كما وعدنا في الحلقة السابقة، معنا مرة أخرى الدكتورة (ماريا ديل كارمن آريت).

هي عالمة كوبية، حاصلة على دكتوراه في العلوم التاريخية، وعالمة اجتماع، وباحثة، وعضوة في الأكاديمية الوطنية الكوبية للعلوم.

ولكن أيضاً، وقبل كل شيء بالنسبة إلى هذا البرنامج، شاركت بنشاط في البحث عن رفات أبي ورفاقه الذين سقطوا في (بوليفيا).

هي تعمل أيضاً في مركز دراسات (تشي غيفارا)، وهي منسقتنا العلمية ونحن ممتنون لها كثيراً،

عملياً على جميع المنشورات التي صدرت عن المركز.

مرة أخرى، (ماري)، شكراً جزيلاً لوجودك هنا.

(ماري)، لنعد قليلاً إلى الوراء، أي إلى الأيام التي كان يجري فيها البحث عن الرفات

وكان من المعروف بالفعل أنه في مكان قريب.

ماذا حدث؟ ماذا حدث في تلك الأيام؟ كيف كان الوضع؟

 

مكتوب على الشاشة: الدكتورة ماريا ديل كارمن آريت – عضوة في الفريق الذي وجد رفات تشي غيفارا والمنسقة العلمية في مركز دراسات تشي غيفارا

ماريا ديل كارمن آريت: حسناً، كما يُقال، المرء يشعر بوجود حدث ما على وشك الوقوع

لأن هناك قلقاً كبيراً من كلا الجانبين.

نحن، لأنه تم تحديد موعد نهائي لنا، وإذا لم ننتهِ، كانوا سيُحضرون من كانوا عملاء،

عملاء لوكالة المخابرات المركزية، وشاركوا في البداية في كل هذا.

ونحن، كنا بحاجة إلى ذلك مع هذا الضغط، لكننا لم نتمكن من اختلاق شيء لأن المكان لم يكن معروفاً على وجه الدقة.

وتضافرت كل هذه العوامل، للوصول في النهاية إلى شهادة تفيد بأن المكان الذي كنا فيه تقريباً،

من المحتمل أن يكون (تشي) موجوداً فيه. ما هي الاستراتيجية التي تم تصميمها؟

قضى علماء الجيوفيزياء اليوم السابق، فجراً وصباحاً ومساءً وليلاً، في الدراسة،

وقاموا بمسح شامل لتلك المنطقة، ورسموا خريطة لها وحددوا أن الاحتمالات كانت هناك.

بالطبع، استغرق الأمر أياماً، لأننا نتحدث عن عمق يبلغ نحو 190 سنتيمتراً أو قريباً من ذلك.

ومن هناك بدأنا الحفر حتى وصلت أخيراً أخبار ظهور رفات. لم أكن في (فالي غراندي). {الوادي الكبير}

وصل أمر إلى (بوبي)، الذي كان رئيس الفريق، بأنّ عليّ الذهاب إلى (لاباز) لتلقي التعليمات.

لم يكن من الممكن بأيّ حال من الأحوال أن نعمل بالتعاون مع عملاء وكالة المخابرات المركزية إذا جاؤوا.

لقد كنا دائماً، ومن المثير للاهتمام أننا رأينا ذلك، عندما كنا قريبين جداً من مكان دفن محتمل

وكانت لديهم معلومات، كانوا يبحثون عن طريقة لتعليق العمل، لخلق مشاكل،

لأنهم كانوا يراقبوننا باستمرار. وعندما كانت الأمور تسوء، كان هناك وقت معين أوقفوا فيه البحث،

بأي ذريعة كانت. ليس لديكم التصريح الفلاني، عليكم الانسحاب، وإذا لم تغادروا الموقع، فسنزيل جميع المعدات.

كل هذه الأمور حدثت، ونحن هناك، بمساعدة السفارة والمفاوضات مع الحكومة، كنا نتجاوز هذه العقبات.

لكن نعم، كان الأمر صعباً، على سبيل المثال، مثال مثير للاهتمام يجب أخذه في الاعتبار

هو عندما كنا أقرب قليلاً، وهو ما لم نكن نعرفه، إلى الحفرة المحتملة، ظهر (فيليكس رودريغيز)

على مدرج المطار، من مجموعة عملاء وكالة المخابرات المركزية الذين كانوا يبحثون عن أدلة منذ عام 1965.

ظهر قائلاً، في طائرة صغيرة وصلت في الاتجاه المعاكس لما كنا فيه. الكوبيون مخطئون،

إنهم يبحثون بشكل خاطئ. وقد تم تسجيل ذلك وبثه على شاشة التلفزيون.

إنهم لا يعرفون أين (تشي). ما الذي يحدث؟ ما الذي كانوا يبحثون عنه؟

لهذا السبب أقول لك إنه لم يكن بإمكاننا أن نيأس، لأنهم كانوا سيستخدمون أي رواية ممكنة لإيقافنا.

لكن ذلك أعطانا، بدلاً من حجة مضادة، دليلاً على أننا كنا أقرب إلى الحقيقة.

لأن كل ما قاله، كنا مقتنعين بما كنا نبحث عنه في المكان الحقيقي.

لذلك غادرت (فالي غراندي) إلى (سانتا كروز) وفي الصباح، عندما كنت على وشك التوجه إلى المطار،

وصلت أخبار من (بوبي) تفيد بظهور رفات. لم يكن معروفاً ما هو، لكنهم أبقونا في وضع الاستعداد،

لأنه على الأقل ظهر شيء ما وكان رفاتاً بشرياً. وبذلك كسبنا بعض الوقت.

عدت مرة أخرى إلى (فالي غراندي) وفي تلك اللحظة كانت الأخبار قد انتشرت بالفعل،

لأنه يجب الأخذ في الاعتبار أيضاً أنه في الحفرة، في محيط الحفرة،

كان أهالي (فالي غراندي) موجودين إضافة إلى ضجة الأخبار،

لأنني أعتقد أنني لم أتعمق في هذا الجانب، كانت هناك صحافة من جميع أنحاء العالم.

بالطريقة نفسها التي انتشر بها الخبر، بشكل سيّئ أو جيّد أو متوسط، عندما اغتيل (تشي) في تلك اللحظة،

انتشر الخبر كالنار في الهشيم وكانت هناك وكالات من جميع أنحاء العالم.

وبالتالي كانوا يترقبون ما يمكن أن يحدث.

لحسن الحظ، لم يَخِبْ ظنّ أحد، لكن الأمر استغرق وقته.

وصلت أنا، وتشكّل الفريق ومنذ تلك اللحظة تحلينا بالصبر وكانت هناك رواية

عن دفن جميع الذين سقطوا معه في كمين (لا هيغيرا).

وفي هذا السياق، عندما بدأنا نجد الرفات ونرفعه،

لأنه تقرر استخدام حفار آلي لتعميق الحفرة لكسب الوقت.

إذا نظرت إلى الأمر من وجهة نظر علمية، تدركين أن هذا عمل همجيّ علمياً،

لأنّ الحفار الآلي الذي يبدأ من هنا، يجب أن تكون لديه مساحة لتنفيذ وظائفه بالأمتار

والتعمق بالقدر المطلوب، كان من الممكن أن تنزلق المجرفة وتدمر جزءاً من الرفات.

ونحن نتحدث عن أن من المحتمل أن يكون (تشي) هناك. كانت لحظة متوترة للغاية،

ولكن ما فائدة دراسة علماء الجيوفيزياء، من بين أمور أخرى؟

لقد حددوا أنه يمكن حفر التربة هنا ونحن مقتنعون بأنه بعد ذلك يمكن استخدام الحفار الآلي وتسريع الوقت.

لأن حفرة بهذا الحجم يمكن أن تستغرق شهراً، لأننا كنا سنضطر إلى القيام بذلك يدوياً

وكان الأمر أكثر صعوبة. لذلك، بهذا المنطق تم الوصول إلى الحد الذي حدّده علماء الجيوفيزياء.

تم التعاقد مع فرقة من العمال للعمل بالمعاول والمجارف،

وحسناً، تقدموا شيئاً فشيئاً، حتى ظهر الرفات أخيراً.

 

ألييدا غيفارا مارش: وكيف عرفتم أنه رفات (تشي)؟

ماريا ديل كارمن آريت: حسناً، هذا ما أردت أن أقوله لك. ظهر من الروايات التي تفيد بأنهم جميعاً هناك،

لم نكن نعرف من هم، لكن لفت انتباهنا بشدة أنه في تلك المجموعة

كان هناك شخص منفصل بسترة تغطي رأسه.

من المفترض أن العسكريين ألقوا به من الشاحنة ليكونوا واضحين أنه (تشي)

كانت هناك سترة من الفينيل، لأن القطن يتحلل، لكن هذه لم تتحلل، وهناك وجدناه.

في هذا السياق، كانت أيضاً لحظات متوترة للغاية، لأنه كانت هناك السترة،

لم يكن معروفاً، بحسب تفكيرنا حينئذ... وماذا قرر (بوبي)؟... الدكتور (غونزاليس)، لجعل التفسير أكثر دقة؟

أرسل عالم الأنثروبولوجيا، (سوتو)، لينزل إلى الحفرة، ليدخل يده في السترة،

مكتوب على الشاشة: الدكتورة ماريا ديل كارمن آريت – عضوة في الفريق الذي وجد رفات تشي غيفارا والمنسقة العلمية في مركز دراسات تشي غيفارا

لأنه كان معروفاً بالفعل أن العسكريين قد قطعوا يدي (تشي).

وعندما فتح (سوتو) وسار عبر تلك السترة، أدرك أنه لا توجد بقايا يدين،

ونظر إلى (بوبي) وقال له إيجابي، أي إننا لم نتمكن من قول أي شيء،

لأنه خلال كل تلك الأيام من الحفر، لم يقل أحد شيئاً، لأننا كنا محاطين بالجمهور والصحافة،

ولم نتمكن من إعطاء هذا التوقع. بعد ذلك وصلوا، وهو ما أعتقد أنه كان قراراً صائباً من (كوبا)،

بإحضار فريق الطب الشرعي من (الأرجنتين)، وهو فريق كان يحظى أيضاً بموافقة (الأمم المتحدة)،

لأنهم عملوا في اكتشافات، سواء في (أفريقيا) أم في أماكن أخرى، وتعاونوا معنا دائماً.

وهذا أحد الأسباب التي... لأنه لم يقتصر الأمر على الرواية التي يمكن للعدو أن يحرّفها،

وهو ما كنا نعرف أنه سيحدث، بأن الكوبيين هم من عثروا عليه، بل كان هناك هذا الفريق الأرجنتيني الذي أعطى الصدقيّة،

بفضل سمعته، بأن ما كنا نفعله نحن (كان) معهم، وعندما يُقال إن هذا هو (تشي)، لن يكون هناك شك من أي نوع.

 

في هذا السياق، (باتريشيا)، التي كانت عالمة الأنثروبولوجيا الأخرى،

قال لنا (بوبي)، اذهبا أنتما الاثنتان وانزلا إلى الحفرة

وابدآ برفع أو تنظيف السترة، من دون الكشف عن أي شيء.

عندما تم تجميع السترة ورفعها، كنت أبحث في جيب أو جيبين فوجدت كيس التبغ الذي كان يستخدمه (تشي) في غليونه.

أي، سلسلة كاملة من العناصر التي أعطتنا الدليل على أن الأمر كذلك.

حدث أيضاً الآتي، في الواقع، جميع المقاتلين الذين قُتلوا تقريباً،

إن لم يكونوا كلهم، أُطلقت عليهم رصاصة الرحمة.

في حالة (تشي) لم يكن الأمر كذلك، كانت جمجمته كاملة لأنكم تتذكرون رواية الجيش نفسه،

أن (تشي) قد سقط في القتال، وكانت لديه رصاصة في القلب، كما يفترض، بسبب ذلك.

كان هناك أيضاً تفسير مؤثر لهذا، لأنهم اخترعوا قصتهم، لكنها انقلبت عليهم أو حُرّفت لمصلحتنا وضدهم،

لأنها كانت سلسلة من الأكاذيب التي أكدت ما كنا نقوله وما كان يمكن أن يقولوه هم حقاً.

 

ألييدا غيفارا مارش: لنأخذ وقتاً مستقطعاً، بالنسبة إليّ أيضاً ما تقوله (تقولينه) صعب.

ماريا ديل كارمن آريت: أعرف، أعرف.

ألييدا غيفارا مارش: لأنه إضافة إلى ذلك أنا طبيبة والمرء يعرف مدى ألم رصاصة في الرئة،

هذا النوع من الأشياء، وتركه يموت هكذا، ينزف حتى الموت،

هو من أقسى الأمور. وهو حقاً مؤلم، لا يزال مؤلماً حتى اليوم.

 

مكتوب على الشاشة: القائد العام فيدل كاسترو روس – 28 تموز 1987

فيدل كاسترو روس: تم العثور على الكثير من أغراضه وأشيائه.

كل ما حدث معروف من كلا الجانبين.

وشيء متطابق جداً، لأنه لا يُعرف أين دُفن (تشي).

لقد أرادوا إخفاءه. إضافة إلى ذلك،

أراد الأميركيون إخفاءه، وعلى الرغم من ذلك، أصبح (تشي) رمزاً عظيماً.

 

ألييدا غيفارا مارش: (ماري)، لقد أبكيتني حقاً، لكنني أريد أن أعرف كيف شعرتم أنتم،

الفريق الذي بحث لمدة عامين عن ذلك الرفات في اللحظة التي عرفتم فيها أنه هو حقاً.

ماريا ديل كارمن آريت: مجرد معرفة الحقيقة أثّر فينا، لكنّ الأهم كمجموعة كان عندما تقرّر،

صدر الأمر برفع الرفات لأخذه لإجراء الدراسات. لم يطلب أحد شيئاً، لم يصدر أي توجيه.

وقفنا جميعاً في وضع الاستعداد كالعسكريين، كلنا في صف واحد، الأرجنتينيون والكوبيون،

لحمل الرفات ونقله إلى ذلك المكان. كان هناك صمت مطبق منا ومن المحيطين بنا.

لأنه في الواقع ربما كانت تلك هي اللحظة التي أدركنا فيها ما فعلناه.

قد يكون إنجازاً علمياً إذا نظرت إليه من وجهة نظر العلم،

لكننا جميعاً، بعضنا أكبر من البعض الآخر، من الجيل نفسه.

وكان لدينا شعور عميق ورغبة في إتمام المهمة بأمانة وبدرجة الصدق التي كانت عليها.

وبالتالي لم تكن هناك حاجة لأي كلمة لأننا كنا جميعاً مذهولين أمام هذا الحضور

وشعرنا ببعض الطمأنينة لأننا أنجزنا المهمة وسلمنا رفاته

ورفات رفاقه إلى الشعب الكوبي الذي استحق ذلك كثيراً

والذي عانى كثيراً منذ إعلان مقتل (تشي).

حتى إن هناك موضوعاً مثيراً للاهتمام وهو أنه عندما أصبح الأمر معروفاً،

تم تأجيل ذلك حتى لم نكن متأكدين من أن ذلك سيُنشر في الصحافة الكوبية ولم تتدفق المعلومات.

لكنك تعلمين جيداً، لم أكن في (كوبا) لكن عائلتي أخبرتني أنه عندما تم الإعلان عن هذا الخبر كان مؤثراً حقاً للكثيرين.

لأنه هنا ينمو بُعد (تشي) في أبعاد مختلفة. ينمو بالنسبة إلى الكوبيين أنفسهم الذين أحبّوه دائماً كابن

وأعجبوا به أيضاً لتفانيه، ولكن أيضاً بالنسبة إلى العالم وخاصة بالنسبة إلى أميركا اللاتينية إذا نظرنا إليه من وجهة نظر قارية.

(تشي) وهذه المجموعة هم حقاً أبطال تحرر أميركا اللاتينية وأغلبية الناس كانت تعتبرهم كذلك

وبالطبع، الإسهام في نمو الحساسية والوطنية ليس فقط في (كوبا)،

بل في أميركا اللاتينية والعالم، ساعدنا ذلك وخفف عنا في وقت كانت فيه (كوبا) تمر بأوضاع صعبة للغاية.

من دون شك من أي نوع، كان ذلك بالنسبة إلينا فخراً ورضاً، وحسناً، دمعة أو دمعتين كما حدث لك،

بالطبع كانت تنهمر (الدموع) ولكن قبل كل شيء أعتقد أن الشعور والفخر بالواجب المنجز قد نَمَوَا.

واجب منجز من وجهة النظر تلك، من دون (عاطفة) رخيصة، بل لأننا كنا متأثرين بعمق بذلك.

 

ألييدا غيفارا مارش: لقد عشت ذلك من قرب لأنك تتذكرين أنه عندما بدأ كل هذا، سُئلنا عما نريد أن يحدث برفات آبائنا.

قال معظمنا إنه يجب أن يعود، لكنني أتذكر أن إخوتي الذكور وأنا قلنا حسناً،

حيث يسقط مقاتل، يبقى مقاتلاً لأن هذا ما قاله أبي.

لكننا أدركنا في ما بعد أن الشعب الكوبي كان يتوق إلى ذلك. كان بحاجة إلى عودة أبي ورفاقه،

ولذلك قلنا حسناً، ما يريده الشعب الكوبي، وكان الأمر حقاً هائلاً.

الشعب الكوبي بشكل عام صاخب ومبهج. في ذلك اليوم الذي كان فيه الرفات قادماً،

أولاً في ساحة الثورة، كان هناك وقار مطلق، لكن بعد ذلك كنت أعمل مع مدرسة للأطفال من ذوي الإعاقة تدعى "تضامن مع بنما" وأخذتهم إلى هناك.

وعندما دخلوا، هم أطفال، لم يعرفوا أبي قط. ومع ذلك، عندما دخلوا، بدأوا جميعاً بالبكاء،

ولكن بعاطفة غير عادية أثّرت فينا كثيراً أيضاً.

ثم العودة إلى هنا، إلى (سانتا كلارا) حيث يرقدون في مثواهم الأبدي.

كانوا في الشارع، كان الشعب هناك طوال الوقت. كان الرفات قادماً وكان هناك صمت عظيم.

كان شيئاً لم أره من قبل في الشعب الكوبي. لقد كان وضعاً مؤثراً للغاية حقاً وتحدث عن ذلك الحب،

وذلك الاحترام والإعجاب ليس فقط لـ(تشي)، ولكن لجميع رفاقه الذين سقطوا في (بوليفيا).

مجموعات من الرجال الشباب جداً، معظمهم كانوا شباباً.

أتذكر من أصبح حماي بعد سنوات، كان عمره 29 عاماً عندما توفي.

وكلهم قدّموا أفضل ما لديهم من أجل عالم مختلف.

لهذا السبب، كان التأثر كبيراً جداً، كانت تلك الأيام جميلة جداً.

 

ماريا ديل كارمن آريت: ولهذا السبب من المهم أيضاً أن نشعر بالرضا

بمعنى أن هذا هو المكان الذي يجب أن يكونوا فيه.

ليس في (سانتا كلارا) على وجه الخصوص، التي أعتقد أنها تستحق ذلك عن جدارة، بل في (كوبا).

حقيقة أننا ناضلنا واحتججنا وحصلنا على كل الخطوات اللازمة

حتى يكون رفات الرفاق الكوبيين والبيروفيين والبوليفيين، أي لم يتم التمييز بين أي بلد،

مكتوب على الشاشة: الدكتورة ماريا ديل كارمن آريت – عضوة في الفريق الذي وجد رفات تشي غيفارا والمنسقة العلمية في مركز دراسات تشي غيفارا

هنا ليحظى بالراحة التي يستحقها. وأعتقد أن السنوات أثبتت ذلك.

لم نخذل أحداً لأن الحكومة كانت متسقة جداً حقاً و(فيدل) على وجه الخصوص.

لنتذكر (فيدل) ليس الآن بسبب الذكرى المئوية ولكن في تلك اللحظة في الخطاب الذي كان قصيراً جداً.

ألييدا غيفارا مارش: لكنه كان جميلاً جداً.

ماريا ديل كارمن آريت: أتذكر أن (ألييدا) {زوجة تشي غيفارا} عندما كنا قبل أن ندخل سألت (راؤول) مَن سيذهب؟

وقال لها (راؤول) لا، لم يدعني... لقد فعلها هو.

وبالفعل، هذا مثير للاهتمام لأنه هنا يضع العبارة الدقيقة في لحظة صعبة للغاية على الشعب.

"مفرزة التعزيز"، تلك الفكرة العبقرية من (فيدل) لكي يفهم الشعب

أننا لم نكن نحضر فقط الرفات الذي كنا نسعى وراءه منذ فترة طويلة ولكن أيضاً الدعم المعنوي.

لقد فسّرها العدو كما شاء، لكن بالنسبة إلى الكوبي، عنى الدعم الحقيقي

بأننا كنا في حضرة أبطال كوبيين وأميركيين لاتينيين حقيقيين، ومن العالم أيضاً.

لأن (تشي) كان يعطي، من وجهة نظر أممية، رؤية عامة كجندي حقيقي للعالم

وجندي أممي حقيقي. هذا هو المثال الذي يعطينا إياه.

مكتوب على الشاشة: سان أنطونيو دي لوس بانيوس – 12 حزيران 1997 – وصول رفات تشي غيفارا ورفاقه إلى كوبا

 

مكتوب على الشاشة: ألييدا غيفارا مارش -  12 يوليو 1997

فيديو أرشيفي لألييدا غيفارا في حفل وصول رفات تشي - 12 يوليو 1997: أيها القائد العزيز، قبل أكثر من 30 عاماً ودّعَنا آباؤنا.

رحلوا لمواصلة مُثُل (بوليفار) و(مارتي)، قارة متحدة ومستقلة، لكنهم أيضاً لم يتمكنوا من رؤية النصر.

كانوا يدركون أن الأحلام العظيمة لا تتحقق إلا بتضحيات هائلة.

لم نرهم مرة أخرى.

في ذلك الوقت كنا معظمنا صغاراً جداً. الآن نحن رجال ونساء ونعيش،

ربما للمرة الأولى، لحظات من الألم الشديد، من الحزن العميق.

نعرف كيف وقعت الأحداث ونتألم لذلك.

اليوم يصل إلينا رفات، لكنه لا يصل مهزوماً.

يأتي وقد تحوّل إلى أبطال شباب إلى الأبد، شجعان، أقوياء، جريئين.

لا أحد يستطيع أن يسلبنا ذلك. إنهم دائماً أحياء إلى جانب أبنائهم، في شعبهم.

كانوا يعلمون أنهم عندما يقرّرون، يمكنهم العودة إلى الوطن

وأن شعبنا سيستقبلهم بالحب ويداوي جراحهم.

وكانوا يعلمون أنك ستظل صديقهم، قائدهم.

لهذا السبب نطلب منك، أيها القائد، أن تمنحنا شرف استقبال رفاتهم.

أكثر من كونهم آباءنا، هم أبناء هذا الشعب الذي تمثله بكرامة.

استقبل جنودك، رفاقك الذين يعودون إلى الوطن.

نحن أيضاً نمنحك حياتنا، حتى النصر دائماً، الوطن أو الموت.

ألييدا غيفارا مارش: (ماري)، لقد رويتِ لنا كل هذه القصص كما لو أنها حدثت قبل أيام قليلة

ولكن قريباً ستمرّ 30 عاماً على العثور على رفات أبي ورفاقه.

ولدينا أيضاً قريباً الذكرى المئوية لميلاد (فيدل) وبعدها بقليل ميلاد أبي.

ولدينا أيضاً الذكرى الستون لوفاته في (بوليفيا).

أي إنها تواريخ كثيرة تتوالى وأعتقد أنها بطريقة ما يجب أن تخدمنا للتفكير،

للبحث عن أدوات لمواجهة الواقع الذي نعيشه.

أردت أن أطرح عليك سؤالاً ليس مني حقاً، لقد طرحه الشاعر.

عندما يقول لماذا (تشي) هو الأكثر ولادة؟ لماذا؟

ماريا ديل كارمن آريت: (تشي) هو الأكثر ولادة لأنه كان عفوياً ولم يُفرض. أفعاله اليومية، أخلاقه، ذكاؤه، تفانيه للشعب هنا،

في أي مكان شعر فيه بوجوده هو الزرع الذي قام به حقاً والذي لن يختفي.

(فيدل) نفسه قال ذلك وقاله في الخطاب وقاله دائماً.

لا يتعلق الأمر بالحديث الجميل أو لا، بل بجعل الناس يفهمون حقاً قدرة بعض البشر على العمل من أجل الوطن،

والقارة، والتحرير الكامل للإنسان.

لأنه يبدو لي هنا أنني أغفلت تأكيد المعنى الذي كان للإنسان بالنسبة إلى (تشي).

الفرد فوق كل شيء، كل ما فعله لم يكن من أجل دمج معرفته وحكمته وشجاعته فقط،

بل أيضاً من أجل العمل لخلق (لإعداد) وبناء إنسان أفضل.

ألييدا غيفارا مارش: أنا أتفق معك تماماً في كل ما قلتِه، وأنتِ تعرفين أبي أفضل مني بكثير

لأنك درستِه بعمق أكبر وتعرفين أنه كان رجلاً ليس لديه معتقدات دينية من أي نوع،

لكنه كان رومانسيّاً جداً وكان لديه الكثير، الكثير من الثقة بالحب،

وأعتقد أنه بطريقة ما اليوم يمكننا أن نودّع هذا المكان وهذه الحلقة

بوضع بعض الزهور حيث هو. هل يبدو ذلك جيداً لكِ؟

ماريا ديل كارمن آريت: شكراً جزيلاً، نعم، بالطبع.

ألييدا غيفارا مارش: إذاً هيا بنا.

ماريا ديل كارمن آريت: هيا بنا.

صوت فيدل كاسترو في مراسم دفن رفات تشي - 17 أكتوبر 1997: لم نأتِ لنودّع (تشي)

ورفاقه الأبطال، لقد أتينا لاستقبالهم.

مكتوب على الشاشة: مدينة سانتا كلارا – كوبا – 17 أكتوبر 1997. مراسم دفن رفات تشي غيفارا ورفاقه

أرى (تشي) ورجاله كتعزيز، كمفرزة من المقاتلين الذين لا يُقهرون

يصلون للقتال إلى جانبنا وكتابة صفحات جديدة من التاريخ والمجد.

مكتوب على الشاشة: القائد العام فيدل كاسترو روس – سانتا كلارا – كوبا 17 أكتوبر 1997

كيف يمكن أن يتّسع له شاهد قبر؟ كيف يمكن أن تتّسع له هذه الساحة؟

كيف يمكن أن تتّسع له جزيرتنا الحبيبة ولكن الصغيرة؟

فقط في العالم الذي حلم به، والذي عاش من أجله وقاتل من أجله، هناك مساحة كافية له.

أولئك الساعون لإزالته وإخفائه لم يكونوا قادرين على فهم أن بصمته التي لا تُمحى كانت بالفعل في التاريخ

وأن نظرته المضيئة كنبيّ ستصبح رمزاً لجميع فقراء هذا العالم الذين يبلغ عددهم المليارات.

(تشي) يخوض ويكسب معارك أكثر من أي وقت مضى.

شكراً لك يا (تشي) على تاريخك وحياتك ومثالك.

مرحباً أيها الرفاق الأبطال من مفرزة التعزيز،

إن خنادق الأفكار والعدالة التي ستدافعون عنها إلى جانب شعبنا

لن يتمكن العدو من احتلالها أبداً، وسنواصل معاً النضال من أجل عالم أفضل.

حتى النصر دائماً

النهاية