دراسة جديدة: الشفاء من السكري ممكن.. ولكن!

دراسة أميركية حديثة تكشف أنّ الشفاء من مرض السكري من النوع الثاني ممكن بشرط التدخل المبكر وتغيير نمط الحياة.. ما هي الإجراءات التي تؤدي إلى الشفاء من هذا المرض وفق هذه الدراسة؟

  • الشفاء من مرض السكري ممكن بعد التغيير في النظام الغذائي والنشاط البدني
    الشفاء من مرض السكري ممكن بعد التغيير في النظام الغذائي والنشاط البدني

في خبر يحمل الأمل لمئات الملايين من مرضى السكري حول العالم، كشفت دراسة أميركية حديثة أنّ الشفاء من داء السكري من النوع الثاني ممكن من دون الحاجة إلى جراحة أو أدوية باهظة، بشرط التدخل المبكر وتغيير نمط الحياة.

الدراسة التي أجراها قسم الأبحاث بمؤسسة "كايزر بيرماننت" (Kaiser Permanente) الأميركية تابعت حالة أكثر من نصف مليون مريض (تحديداً 650 ألف مريض)، بالغ مصاب بالسكري من النوع الثاني، في عدد من الولايات الأميركية في الفترة بين عامي 2014 و2023، وفق ما ذكرت الكاتبة كاثرين هو، في صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل" (San Francisco Chronicle) اليومية.

الشفاء بعد التغيير في النظام الغذائي والنشاط البدني

ووجد الباحثون في الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة "رعاية مرضى السكري" (Diabetes Care) أنّ نحو 3% من المشاركين – أي حوالى 16 ألف شخص – تمكنوا من الوصول إلى مرحلة "الشفاء التام"، بعد توقفهم عن تناول أدوية خفض السكر، مع بقاء معدل السكر التراكمي لديهم أقل من 6.5% لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. وتناول معظم المشاركين في الدراسة عقار "الميتفورمين"، وهو دواء شائع لعلاج السكري.

وأوضح لويس رودريغيز، الباحث بمؤسسة "كايزر بيرماننت" والمؤلف الرئيسي لتلك الدراسة، أنّ "الشفاء لم يقتصر على من خضعوا لجراحات السمنة، بل شمل مرضى اعتمدوا فقط على تغييرات في النظام الغذائي والنشاط البدني". وقال: "هذه رسالة مفعمة بالأمل، خاصة للمرضى في المراحل المبكرة من المرض".

نجاح التعافي من السكري وتحديات الحفاظ عليه

أظهرت نتائج الدراسة أنّ الشباب الذين شُخّصوا حديثاً بمرض السكري كانوا الأكثر قدرة على التعافي من المرض، خصوصاً من بدأوا بمستويات سكر تراكمي منخفضة نسبياً. كما أنّ فقدان الوزن لعب دوراً محورياً، إذ فقد 57% من المتعافين ما لا يقل عن 3% من وزنهم.

وقالت كاثرين هو، في تصريح لصحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل" إنّ "الدراسة لم تُخفِ التحديات. فهناك حوالى 37% من المتعافين عادوا لتناول الأدوية خلال ثلاث سنوات"، ما يشير إلى صعوبة الحفاظ على الشفاء من دون دعم مستمر.

ورغم أنّ الدراسة لم تحدد بدقة كيف غيّر المرضى نمط حياتهم، إلّا أنّ فقدان الوزن وتعديل النظام الغذائي، يظلان العاملين الأبرز.

ويأمل الباحثون أن تُشجّع هذه النتائج على إعادة التفكير في أهداف علاج السكري، من مجرد "إدارة المرض" إلى "السعي نحو الشفاء".

وفي هذا الإطار، قال رودريغيز: "لا تشير دراستنا إلى سهولة علاج داء السكري، لكنها تُظهر أنه مع الدعم المناسب والتدخلات في الوقت المناسب، يمكن لبعض المرضى تحقيق شفاء تام"، معرباً عن أمله أن "تفتح هذه النتائج باباً لحوارات جديدة بين المرضى والأطباء حول إمكانيات التعافي، وتشجع على المزيد من الأبحاث لجعل الشفاء هدفاً واقعياً لعدد أكبر من المرضى".

اقرأ أيضاً: أمل جديد لمرضى السكري.. الخلايا الجذعية تقلب موازين العلاج