السودان: مقتل شخصين وإصابة آخرين في هجوم استهدف حفلاً عسكرياً في الخرطوم

مقتل شخصين على الأقلّ وإصابة آخرين في هجوم بمسيّرة استهدف احتفالاً عسكرياً في بلدة تمبول الواقعة جنوب شرق الخرطوم.

0:00
  • مقتل شخصين وإصابة آخرين في استهداف احتفال عسكري جنوب شرق الخرطوم
    الأضرار التي سببتها الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في الخرطوم (صورة أرشيفية)

قُتل شخصان على الأقلّ، أحدهما طفل يبلغ 11 عاماً، وأصيب آخرون في هجوم بمسيّرة استهدف احتفالاً عسكرياً في بلدة تمبول الواقعة جنوب شرق الخرطوم، أمس الأربعاء، بحسب وكالة "فرانس برس".

هجوم بمسيّرة على احتفال عسكري

ولم يصدر أيّ تعليق من الجيش أو قوات الدعم السريع على الهجوم الذي يُعدّ الأول من نوعه في وسط البلاد منذ أشهر.

وقال أحد سكان تمبول إن "حالة من الهرج" سادت الأربعاء، بعدما "تجمّع مئات" الأشخاص لحضور احتفال لمناسبة عيد الجيش، مشيراً إلى "انطلاق المضادات" الجوية.

وكان من المتوقع أن يحضر احتفال الأربعاء في تمبول أبو عاقلة كيكل، قائد "قوات درع السودان" المتحالفة حالياً مع الجيش.

وكيكل، الحليف السابق لقوات "الدعم السريع"، انشق وانضم إلى الجيش العام الماضي، وساهم في استعادة ولاية الجزيرة التي تضم تمبول.

ويأتي هذا الهجوم في تمبول غداة لقاء سري في سويسرا بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان والمبعوث الأميركي لشؤون أفريقيا مسعد بولس، بحسب مصادر حكومية سودانية.

وتناول اللقاء مقترح سلام أميركياً، علماً أن جهود الوساطة السابقة التي قادتها واشنطن والرياض فشلت في وقف إطلاق النار.

اقرأ أيضاً: جمعية حقوقية: "الدعم السريع" قتلت مدنيين خلال فرارهم من الفاشر بدارفور في السودان

الأمم المتحدة تدين الهجمات

وفي هذا السياق، اتُّهمت قوات الدعم السريع بارتكاب تطهير عرقي في دارفور، إذ شنّت في وقت سابق من هذا الأسبوع هجوماً على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي المدينة الكبرى الوحيدة في المنطقة التي لا تخضع لسيطرتها.

وأمس الأربعاء، دانت الأمم المتحدة الهجمات الدامية التي أسفرت عن مقتل 57 مدنياً.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك: "نشهد بأسف شديد مرة أخرى فظائع لا تُطاق ترتكب بحق المدنيين في الفاشر، إذ يعيشون منذ أكثر من عام تحت الحصار والهجمات المتواصلة والظروف الإنسانية الكارثية".

وحذر من "خطر الاضطهاد بدوافع عرقية في ظلّ محاولات قوات الدعم السريع السيطرة على الفاشر ومخيم أبو شوك".

وأعرب مجلس الأمن الدولي، في بيان الأربعاء، عن "قلق بالغ" إزاء الاعتداء، داعياً كل الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

اقرأ أيضاً: "الغارديان": أكثر من 1500 مدني قتلوا خلال هجوم للدعم السريع على مخيم زمزم في السودان

"تنديد بالعنف ضد المدنيين"

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عقب بيان مجلس الأمن إن مئات آلاف الأشخاص محاصرون في المدينة ويواجهون المجاعة والأمراض.

وندّد لامي بـ"نمط من العنف الوحشي المتعمد ضد مدنيين"، داعياً "المتحاربين إلى التحلي بحس المسؤولية لوضع حد لهذه المعاناة".

وأفاد مصدر في وزارة الصحة السودانية لوكالة "الأنباء الفرنسية" مؤخراً بأنّ "مدينة الفاشر سجّلت 63 حالة وفاة على الأقل بسبب سوء التغذية خلال أسبوع واحد".

مقتل أكثر من 50 مدنياً

والاثنين، قُتل ما لا يقل عن 40 شخصاً وأصيب آخرون، اليوم الاثنين، في هجوم نفّذته قوات "الدعم السريع" على مخيم "أبو شوك" للنازحين في ضواحي مدينة الفاشر في إقليم دارفور في غرب السودان.

وأكدت الأمم المتحدة صحّة الحصيلة، مضيفةً أنّ 17 مدنياً آخرين قُتلوا في أماكن أخرى، ومشيرة إلى أنّها "تتابع معلومات عن حالات إعدام" نازحين في المخيم.

اقرأ أيضاً: "اليونيسف": ضحايا بهجوم على قافلة مساعدات كانت في طريقها إلى الفاشر بالسودان

الحرب في السودان مستمرة منذ 2023

ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حرباً دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب العام 2021، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي". وقد أسفر هذا الصراع عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين.

وفي الأشهر الأخيرة، اتُهمت قوات الدعم السريع بشنّ هجمات بمسيّرات على مناطق شاسعة يسيطر عليها الجيش، مستهدفة البنية التحتية المدنية ومتسببة في انقطاع التيار الكهربائي الذي أثر في ملايين السكان.

وتسببت الحرب التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" في انقسام البلاد بحكم الأمر الواقع بين المتحاربين، إذ يسيطر الجيش على الوسط والشرق والشمال، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريباً وأجزاء من الجنوب.

اقرأ أيضاً: مصادر الميادين: البرهان يكشف لواشنطن تورط 8 دول في دعم ميليشيا "الدعم السريع"

منتصف نيسان/أبريل 2023 تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.