الـ"no 1" والـ"top 10".. عالم الكرة حاضراً وماضياً

عالم الكرة اليوم ليس كالأمس. لا نتكلّم عن التكنولوجيا التي باتت تأخذ حيّزاً مهماً أو تكتيكات لعب المباريات، بل على ما هو أكثر أهمية من كل ذلك، بأن تأخذ المنافسة بُعداً يُخالِف أموراً في عالم الكرة قَبلاً.

بات في عالم الكرة هاجسٌ الـ"no 1" ، أي لاعب الكرة الأول، الذي يسعى إليه النجم الرياضي ويفعل كل شيء حتى المستحيل للوصول إليه، إذ بات اللاعب، ونتكلّم عن النجم من المستوى الأول، لا يَقبل إلا أن يكون الـ"no 1" ، وأي نتيجة دونها مرفوضة، فهذه المرتبة تمنح لاعب الكرة حظوة وهالة لا يجدهما في أي مكان، ويطال وهجهما ناديه أيضاً، فيجذب الأنظار وتلاحقه الأضواء أينما تنقّل أو تكلم، فكيف له أن يترك كل هذه الحظوة التي أصبحت هاجساً لدى لاعبي الكرة!

هذا الهاجس لا يخصّ لاعب الكرة فقط، إذ إن تأثيره شمل العلاقات بين الأندية واتحادات الكرة، لتأخذ الأمور منحى لم يكن موجوداً في عالم الكرة من قبل. 

من المؤكّد أن هذا الكلام يأتي مما يحصل في كل مرة تُمنح فيها الكرة الذهبية. لِنعد إلى حفل الكرة الذهبية قبل فترة ليست ببعيدة. لم يتوانَ لامين يامال عن انتقاد "فرانس فوتبول" لأنه لم يتوَّج بالكرة التي توِّج بها عثمان ديمبيلي.

برشلونة أيضاً "لم يقصّر" في انتقاداته حتى القول إن الصحيفة لم تتوان عن التحيُّز في نتيجتها لديمبيلي لأنه فرنسي، رغم كل ما قدّمه يامال الذي يُنظر إليه على مستوى العالم أنه الأمهر حالياً.

لم يكن هذا كل شيء في ذلك الحفل، فالريال أيضاً كانت له خطوة ذات دلالات، وكانت موجّهة إلى "فرانس فوتبول" من  دون مواربة، إذ رفض حضور حفل الكرة الذهبية في تجديد منذ عام 2024 لانتقاداته للصحيفة الفرنسية لأنها لم تمنح الكرة لفينيسيوس لاعب الريال، وتوِّج بها بيدري لاعب مانشستر سيتي.

كما لم يتقبل فينيسيوس النتيجة إذ كان يرى أنه الأحقّ بالفوز، حتى حصل "على مضض" على "الترضية" وهي أفضل لاعب في العالم من "الفيفا"، إذ إن الحظوة التي تتمتع بها الكرة الذهبية لا مثيل لها.

هو الـ"no 1" إذاً هاجس لاعبي الكرة حالياً، أما قبلاً، فكان النجوم أكثر ما يعنيهم ويشغلهم هو لعب الكرة، وفي حال لم يكونوا الـ"no 1" كانوا يرضون لو كانوا في الـ"top 10".