روسيا تتحدى العزلة الرياضية ببطولة وطنية في قازان!

بطولة روسيا لألعاب القوى في قازان تُظهر جاهزية الرياضيين رغم الحظر الدولي، وتُعيد الأمل بعودة قريبة للساحة العالمية.

0:00
  • روسيا تتحدى العزلة الرياضية ببطولة وطنية في قازان!
    روسيا تتحدى العزلة الرياضية ببطولة وطنية في قازان!

استضافت مدينة قازان، عاصمة جمهورية تتارستان، بطولة روسيا لألعاب القوى لعام 2025، في أحد أبرز أحداث العام الرياضي في البلاد هذا العام.

البطولة التي أقيمت على ملعب قازان المركزي، الذي يتسع لحوالي 30 ألف متفرج، شهدت منافسات قوية ومثيرة بين أكثر من 200 رياضي من مختلف المناطق الروسية. واستمرت على مدى أربعة أيام، تنافس خلالها المشاركون على 44 ميدالية في مختلف المسابقات.

ورغم التحديات السياسية والرياضية التي تواجه روسيا في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد استبعادها من دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، وغيابها المرتقب عن الألعاب الشتوية في ميلانو 2026، إلا أن تنظيم هذه البطولة الوطنية يُعدّ رسالة واضحة بأن روسيا لا تزال متمسكة بمكانتها على الساحة الرياضية الدولية.

القيود المفروضة على الرياضيين الروس جاءت بعد سلسلة من الاتهامات المتعلقة بالمنشطات، لكن في الوقت الراهن، تُعتبر العمليات العسكرية في أوكرانيا السبب الرئيس وراء استمرار الحظر الدولي.

وفي اليوم الأول من البطولة، تصدّرت سباقات السرعة والميدان المشهد، حيث سجّل العداء ياروسلاف تيكاليش زمناً قدره 10.15 ثانية في سباق 100 متر للرجال، ليقترب من الرقم القياسي الوطني بفارق ضئيل.

أما في سباق السيدات، فقد حافظت العداءة يوليا كارافاييفا على لقبها الوطني، بعد أن سجلت 11.16 ثانية، مُكرّرةً بذلك أدائها المميز في نسخة العام الماضي.

وفي سباق 400 متر، تألق العداء فيودور إيفانوف بتحطيم الرقم القياسي الروسي، ليضيف إلى رصيده إنجازاً جديداً.

وفي حديثه لـ"الميادين نت"، عبر إيفانوف عن سعادته بتحقيق الرقم القياسي، وقال بتأثر: "أنا سعيد لأنني أصبحت صاحب الرقم القياسي الروسي، ولكنني في الوقت نفسه مستاء. آمل بشدة أن يُسمح لنا بالمشاركة قريباً في المسابقات العالمية. فهذا حقنا كمنافسين على الساحة الدولية".

وخلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد على هامش البطولة، صرّح رئيس الاتحاد الروسي لألعاب القوى، بيتر فرادكوف، بأن البطولة تمثل فرصة لإثبات جاهزية الرياضيين الروس للعودة إلى المنافسات الدولية.

وقال فرادكوف: "نحن في حوار بناء مع الاتحاد الدولي لألعاب القوى، وهدفنا تحضير رياضيينا بمجرد رفع القيود المفروضة عن روسيا. نعمل جاهدين لإعادة الأمور إلى طبيعتها".

من جانبه، أشار المدير التنفيذي للاتحاد الروسي لألعاب القوى، بوريس ميخايلوفيتش ياريشيفسكي،  في حديث للميادين نت إلى أن الاتحاد يولي اهتماماً بالغاً لاستعدادات الرياضيين الروس للعودة إلى المنافسات الدولية، قائلاً: "نركّز على الحفاظ على اللياقة البدنية والذهنية لجميع الرياضيين، ليكونوا جاهزين فور فتح الباب أمام العودة الدولية".

أما وزير الرياضة في تتارستان، فلاديمير ألكسندروفيتش ليونوف، فقال: "سنوات طويلة مضت ونحن تحت قيود تمنع أبطالنا من المشاركة دولياً. هذا مؤسف، لكن الأرقام التي سُجّلت في البطولة تُظهر مستوى رياضيينا وقدراتهم العالية".

وأضاف ليونوف "نحن فخورون بما حققته البطولة من نجاحات، والرياضيون أثبتوا جاهزيتهم للعودة عندما يسمح الوضع السياسي بذلك".

وبحسب مراقبين، نجحت البطولة في أن تكون منصة لإظهار قوة الإرادة والقدرة الرياضية، فضلاً عن تقديم إشارات إيجابية بأن الرياضة الروسية قادرة على العودة بقوة، وأن الأمل لا يزال قائماً في كسر العزلة الدولية، حيث يستمر الحوار مع الهيئات الرياضية العالمية لتحقيق هذا الهدف.

اخترنا لك