ما تحدّث عنه لاريجاني وما عبّر عنه حزب الله في أكثر من مناسبة يؤكّد أنه من غير الممكن مقاربة الأزمة الحالية بشكل مستقل عن عوامل إقليمية فرضتها الرؤية الإسرائيلية للشرق الأوسط.

تفلت "إسرائيل" من كل قيد في عدوانها على القطاع بغطاء أميركي وأوروبي يؤشر إلى وجود مشروع جديد للمنطقة، يتطلب تنفيذه منح "إسرائيل" سقفاً مفتوحاً في التحرك العسكري.

ما الذي يدفع وزير خارجية جنوب السودان للتضحية بعلاقات بلاده الأفريقية والعربية والإسلامية والدولية ليقوم بزيارة "إسرائيل" وفي هذا التوقيت؟

مشكلة رئيس الأركان زامير أنه وضع مرآة أمام نتنياهو والوزراء، وواجههم بالوقائع وحذّرهم من مضاعفات خطيرة لاحتلال القطاع، فلم يُعجب هذا الأمر نتنياهو وزمرته.

تفقد المنطقة جزءاً من التوازن الذي شكّله محور المقاومة، فيما الدول التي شكّلت جبهة مضادة له، تجد نفسها في مرمى المشروع الأميركي-الإسرائيلي، الذي لا يستثني أحداً وليس بالضرورة أن تنجو منه.

المعركة مع هذا العدو في حقيقتها ليست معركة على حدود أو مناطق عمرانية فحسب، بل هي معركة تاريخية مستمرة منذ أكثر من سبعة عقود، قدّم فيها الشعب الفلسطيني تضحيات هائلة.

حرب السودان ليست صراعاً داخلياً، رغم استخدام الخارج فيها لأدوات محلية سياسية وعسكرية، إنما هي عدوان خارجي جاء في صيغة حرب الوكالة.

التاريخ علّمنا أن الصراع ليس جولة واحدة، وأن الحفاظ على القدرة على الاستمرار، سياسيًا وميدانيًا وشعبياً، قد يكون أعظم أشكال الانتصار.