ما يجري في سوريا اليوم هو من صنعها وصنع تركيا إلى حدٍ كبير، وأن الاستنجاد بهما على سوريين آخرين يؤسس لفتن ومذابح ستبقى في الأرض بعد أن يندثر الكيان المؤقت. 

ما بين "خطاب السلام" الطامح لطي صفحة الحروب، وخطاب "اعتبارات الأمن القومي" الذي يسوغ تحطيم الجيوش والدول والمجتمعات "مراعاةً للحساسيات الأمنية الإسرائيلية"، يتمزق المحيط فعلياً.

ربما يكون المشهدُ سائلاً ومتشابك الأبعاد ومتعدد الزوايا، لكن سيولته ذاتها تبقى محكومةً دولياً بموازين الصراع بين مشروع الحفاظ على الأحادية القطبية، من جهة، وصعود أقطاب دولية موازية، من جهة أخرى.

من يضمن ألا تصبح الحصانة المطلقة التي تمنحها المنظومة الجديدة في "الشرق الأوسط" للكيان الصهيوني عصا سحريةً لابتزاز الأنظمة العربية في أي ملف، حتى لو لم يكن أمنياً؟  

هل تخلت إيران عن برنامجيها النووي والصاروخي ورضيت بتفكيكهما تحت وصاية غربية (أي صهيونية)؟  هل رفعت الراية البيضاء؟  هل استسلمت لمشيئة الطرف الأميركي-الصهيوني سياسياً؟

يتطلب نجاح استراتيجية المقاومة وضع التناقض مع المهيمن المحتل فوق كل التناقضات الأخرى، وإلا فإن حواضن المقاومة تصبح عرضةً للتشقق.

ليست مصادفةً أنّ موعد الردّ "الإسرائيلي" الكبير، والذي أُعِدّ له مطوّلاً من قبل طبعاً، جاء مباشرةً بعد نجاة حكومة نتنياهو من جلسة ثقة في الكنيست، أي بعد تثبيت الحرس بدلاً من تغييره.

ميزان القوى بين روسيا وأوكرانيا ليس متكافئاً، أو حتى متقارباً، كي تأتي التنازلات بصورة متكافئة من الطرفين. وليست أوكرانيا نداً لروسيا أصلاً، ولولا الدعم الغربي لأوكرانيا، لما استمرت الحرب كل هذه المدة.

لا يوجد إنسان مثقف في العالم لم يسمع بطرفي نقيض في الفكر الاقتصادي، آدم سميث من جهة، وكارل ماركس من جهة أخرى، لكنّ قلةً قليلة سمعت عن المفكر الاقتصادي الألماني فريدريك لِست.

الصين، التي تتصدر السباق اقتصادياً وتكنولوجياً مع الولايات المتحدة، تقود أيضاً مشروعاً كبيراً لإعادة صياغة المنظومة الدولية، بهدف تحقيق عدد من الأهداف. ما هي ؟