هل لدى الإنسان "حاسة سادسة خفية"؟

الإدراك الحسي هو "عملية غير مدروسة"، حيث يستقبل جهازنا العصبي بشكل مستمر ويفسر الإشارات الفسيولوجية لجسمنا للحفاظ على سير الوظائف الحيوية بسلاسة.

  • هل لدى الإنسان
    يُطلق البعض على الإدراك الداخلي اسم "الحاسة السادسة" (SewCream/ Shutterstock)

يقول العلماء إن جسم الإنسان يمتلك حاسة سادسة خفية، وهي ضرورية لصحتنا.

سؤالٌ يبدو واضحاً: كم عدد حواس الإنسان؟

خلال نشأتنا، تعلّم معظمنا أن هناك 5 حواس رئيسية: البصر، والشم، والسمع، والتذوق، واللمس.

ولكن، ربما حان الوقت لإعادة النظر في هذه المفاهيم.

يؤكد  علماء من مركز "سكريبس" للأبحاث  إن جسم الإنسان يمتلك حاسة سادسة خفية، تُسمى "الإدراك الداخلي".

ووفق دراسة حديثة أعدّوها، أكدوا على وجود حاسة سادسة لدى الإنسان، كما أن لها أصلاً علمياً، بعد أن ظلت هذه الفكرة بلا أساس علمي، واعتبرت خيالاً أو مبالغة.

وتأسس مركز سكريبس في عام 1924، وهو معهد بحثي طبي حيوي أميركي خاص وغير ربحي في لاهويا بولاية كاليفورنيا، ويشتهر بأبحاثه في العلوم الطبية الحيوية، مع تركيز على المناعة والكيمياء وعلوم الأعصاب والأمراض المناعية والقلبية الوعائية وتطوير اللقاحات.

اقرأ أيضاً: هل "تنام"  حواسنا معنا؟

ويصف العلماء "الإدراك الداخلي" بأنه عملية لم تُدرس بشكل كاف، إذ يستقبل الجهاز العصبي ويحلل الإشارات الفسيولوجية للجسم باستمرار لضمان سير وظائفه الحيوية بسلاسة.

وتشير الدراسات إلى أن هذه الحاسة تفسر كيفية معرفة الدماغ متى يتنفس الشخص، ومتى ينخفض ضغط الدم، ومتى يتمكن الجسم من مكافحة العدوى، وغيرها من الوظائف الحيوية.

دراسة "الحالة الغامضة الخفية"!

 وحصل الفريق البحثي لمركز سكريبس مؤخراً على تمويل بقيمة 14.2 مليون دولار من المعاهد الوطنية للصحة في أميركا، بغرض دراسة هذه الحاسة الغامضة، وفقاً لموقع "SciTechDaily".

وقال البروفيسور شين جين، الذي سيقود جزءاً من الدراسة: "الإحساس الداخلي أساسي في جميع جوانب الصحة تقريبا، لكنه لا يزال مجالاً جديداً في علم الأعصاب لم يُستكشف بعد".

واقترح عالم الأعصاب البريطاني، تشارلز شيرينغتون، مفهوم الإحساس الداخلي لأول مرة في أوائل القرن العشرين، لكن الباحثين تجاهلوه إلى حد كبير حتى السنوات الـ 10 الأخيرة.

  • يُطلق البعض على الإدراك الداخلي اسم
    ماذا نعرف عن  "الحاسة السادسة"؟ (SewCream/ Shutterstock)

ومن المعروف أن الحواس الخمس التقليدية على أعضاء حسية متخصصة، مثل العين للبصر والأنف للشم، بينما يعمل الإحساس الداخلي عبر شبكة من المسارات العصبية في أعماق الجسم، ولهذا أطلق عليه الباحثون اسم "الحاسة السادسة الخفية".

خريطة اتصال للخلايا 

ورغم أهميته في تفسير المشاعر والوظائف الحيوية، فإنه لم يُستكشف الإحساس الداخلي  بشكل كافٍ حتى الآن، إذ تنتشر إشاراته الصادرة من الأعضاء الداخلية بشكل واسع وغالباً ما تتداخل، ما يجعل عزلها وقياسها صعبا، وتخترق الخلايا العصبية الحسية الأنسجة بدءاً من القلب والرئتين وصولاً إلى المعدة والكلى دون حدود تشريحية واضحة.

ومع التمويل المالي الجديد، سيعمل فريق مركز "سكريبس" للأبحاث على رسم خريطة اتصال هذه الخلايا العصبية بالأعضاء الداخلية، وبناء أول أطلس عالمي للنظام الحسيّ الداخلي، ما قد يؤدي إلى إعادة صياغة الكتب الدراسية.

ويرى الباحثون أن فهم الإحساس الداخلي قد يكون له آثار مهمة في علاج الأمراض، خاصة أن اضطرابات المسارات العصبية ترتبط بحالات مثل الأمراض المناعية المزمنة، والألم المزمن، وارتفاع ضغط الدم.

اقرأ أيضاً: حواس متيّقظة رغم النوم... لماذا؟