"الغارديان": إندونيسيا تدرس استقبال 2000 جريح من غزة للعلاج المؤقت

إندونيسيا تدرس استقبال 2000 جريح من غزة للعلاج المؤقت، وسط نقاشات لوجستية وسياسية وخشية من تحوّل الخطوة إلى توطين.

0:00
  • إندونيسيون يرفعون أعلام فلسطين في تظاهرة تطالب بالحرية وبوقف العدوان الإسرائيلي (رويترز)
    إندونيسيون يرفعون أعلام فلسطين في تظاهرة تطالب بالحرية وبوقف العدوان الإسرائيلي (رويترز)

تعمل الحكومة الإندونيسية على إعداد خطة إنسانية تستهدف علاج نحو 2000 فلسطيني من قطاع غزّة، في ظلّ ما خلّفته الحرب الأخيرة من دمار واسع وأزمة إنسانية خانقة، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.

ووفق مسؤولين إندونيسيين، فإنّ المقترح يخضع لمناقشات بين وزارات الأمن والصحة والخارجية، في محاولةٍ لتحديد الجوانب اللوجستية والقانونية والدبلوماسية لهذه الخطوة الحسّاسة.

جزيرة غالانغ خيار مطروح

وكانت جاكرتا قد أعلنت في وقتٍ سابق نيّتها تقديم مساعدة طبية مؤقتة لجرحى غزة، مع طرح جزيرة غالانغ جنوب سنغافورة كأحد المواقع المحتملة.

وتعود أهمية الجزيرة إلى استخدامها في السابق كمخيّم للاجئين الفيتناميين، ثمّ كموقع لمستشفى لعلاج الأوبئة. وعلى الرغم من طرح هذا الخيار، أكّدت وزارة الخارجية أنّ الموقع لم يُعتمد بعد بشكلٍ نهائي، وأنّ هناك مواقع أخرى قيد الدراسة في جاوة الغربية والوسطى قرب المستشفيات الكبرى، وفق الصحيفة.

توازن سياسي حسّاس

الخطّة الإندونيسية تُواجه تحدّياتٍ سياسية داخلية، إذ اعتبر بعض القيادات الإسلامية الوطنية أنّ هذه الخطوة قد تُفسَّر على أنّها "خداع" إسرائيلي يستهدف إضعاف حقّ الفلسطينيين في العودة.

وأكّد عبد القادر جيلاني، المدير العام للشؤون الآسيوية في الخارجية الإندونيسية، أنّ أيّ قرار سيكون منسجماً مع القانون الدولي الإنساني، مضيفاً: "علينا ضمان احترام حقّ العودة للفلسطينيين وعدم تحويل المساعدة الإنسانية إلى إعادة توطين".

دعم دولي وإقليمي

وبحسب مصادر مطلعة، ناقشت جاكرتا أيضاً استخدام مستشفيات عسكرية في العاصمة، إلى جانب خيار التعاون مع الأردن الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو.

وكانت إندونيسيا قد نفّذت هذا الأسبوع عمليتي إنزال جوي إنساني في غزة بدعم أردني، في إشارة إلى مستوى التنسيق القائم.

ارتباط بجهود أوسع

وتزامنت هذه التطوّرات مع تقارير إعلامية غربية أشارت إلى أنّ جهاز "الموساد" الإسرائيلي بحث في واشنطن إقناع دول آسيوية، بينها إندونيسيا، بقبول لاجئين من قطاع غزّة.

وعلى الرغم من حساسية الملف، بقيت الانتقادات داخل الساحة الإندونيسية محدودة نسبياً، إذ يرى محلّلون مثل كينيدي مسلم أنّ القضية "ليست على رأس الأولويات الإعلامية في البلاد حالياً"، وفق الصحيفة البريطانية.

من جهته، أوضح نائب رئيس اللجنة البرلمانية الأولى، ديف لاكسونو، أنّ أيّ استقبال للفلسطينيين سيكون مؤقتاً، بالتنسيق مع منظمات دولية مثل "الأونروا" والصليب الأحمر. وقال: "هدفنا توفير الرعاية الطبية، لا إعادة التوطين، وضمان عودة الفلسطينيين إلى غزّة عندما تسمح الظروف بذلك".

اقرأ أيضاً: إندونيسيا: مستعدون لاستقبال الجرحى الفلسطينيين في غزة مؤقتاً