"بوليتيكو": مقتل كيرك يُبرز هشاشة الخطاب السياسي والفراغ القيادي في واشنطن

مقتل تشارلي كيرك يبرز فراغاً في قيادة التهدئة الوطنية، ويكشف هشاشة الخطاب السياسي والمؤسساتي في الولايات المتحدة.

0:00
  • الرئيس الأميركي دونالد ترامب والناشط تشارلي كيرك (بلومبرغ)
    الرئيس الأميركي دونالد ترامب والناشط تشارلي كيرك (بلومبرغ)

أثار قتل الناشط السياسي الأميركي، تشارلي كيرك، موجةً من الإدانات عبر الطيف السياسي، لكنه خلّفت أيضاً سؤالاً مركزياً، عمّن سيمتلك اليوم السلطة والشرعية لتهدئة المشهد العام واستعادة النسيج المدني الممزق؟

هذا الفراغ القيادي، وفق تقرير لـ"بوليتيكو"، يفاقم مخاوف من مزيد من التصعيد والعنف السياسي في الولايات المتحدة.

وقال مسؤولون وقادة سابقون ومحلّلون، إنّ غياب صوت وازن قادر على جمع الأطراف والتخفيف من الاحتقان، يمثل تحدياً حقيقياً في زمن تزداد فيه الاستقطابات، وتضعف الثقة بالمؤسسات ووسائل الإعلام المنقسمة.

وأكد  حاكم ولاية إنديانا السابق، ميتش دانيلز، في حديثه إلى صحيفة "بوليتيكو"، أنه يبحث عن ذلك القائد الموحد لكنه لا يستطيع تسميته.

ورأى بعض العاملين في الإدارة السابقة، أن الرئيس الحالي دونالد ترامب، هو الشخص الوحيد الذي يمتلك القاعدة الجماهيرية اللازمة ليلعب دور التهدئة، لكن آخرين اعتبروا أن سلوكه الشعبوي وميوله لتأجيج الغضب يحولان دون قيامه بهذا الدور بفعالية.

وفي بيان مصوّر من المكتب البيضاوي، ندّد ترامب بالعنف الذي أسفر عن مقتل كيرك ووصفه بأنه "اعتداء على القيم الأميركية"، مطالباً المواطنين بالتمسّك بـ"قِيَم حرية التعبير والمواطنة وسيادة القانون".

مقتل تشارلي كيرك يكشف غياب قائد موحّد في السياسة الأميركية

في المقابل، واصل الرئيس إدانته لخصومه ووصم "اليسار المتطرف" بلغة حادة، ما أثار تساؤلات حول إذا ما كان سيقوم بدور التهدئة أم سيستمر في تأجيج الخطاب.

كذلك، قال رئيس موظفي الرئيس السابق، باراك أوباما، بيل دالي، إن ترامب "يمتلك القدرة" على توحيد البلاد، بينما أعرب النائب الجمهوري دون بيكون عن أمله بأن يرتقي الرئيس إلى مستوى المناسبة، لكنه أشار إلى أن الشعبوية تميل إلى تغذية الغضب لا إلى تهدئته.

بدوره، قال القس والناشط في مجال الحقوق المدنية، ويليام باربر، إن هناك "تياراً خفياً عنيفاً" يستدعي الحذر، وإنه لا بد أن يتدخل الرؤساء والمنابر السياسية لاحتوائه.

في المقابل، اعتبر مدير الاتصالات لدى "بول رايان" سابقاً، مايك ريتشي، أن لا صوت سياسياً واحداً يتمتع بثقة كافية لجسر الانقسام.

وذكر التقرير أن الرؤساء السابقين حاولوا استخدام منابرهم للتهدئة، وأصدر جورج دبليو بوش بياناً يدعو إلى "تطهير الساحة العامة من العنف والكراهية"، ونشر باراك أوباما بياناً قال فيه إن هذا النوع من العنف لا مكان له في الديمقراطية، فيما تعهد بيل كلينتون بمواصلة الانخراط في النقاش السلمي.

وأشار محلّلون إلى أن غياب شخصية مثل القس بيلي غراهام، القادرة تاريخياً على مخاطبة شرائح واسعة من الأميركيين، يسهم في تفاقم الفراغ.

وعليه قال مستشار أوباما السابق للتوعية الدينية، مايكل وير: "كان بيلي غراهام يتحدث إلى الجميع، أما اليوم فالغالبية من المتحدثين يمثلون قبَلية من الجمهور".

وختم التقرير بالقول، إنّ مقتل كيرك وغياب قائد موحّد يكشفان عن ملامح السياسة الأميركية في 2025.