اليابان تعيد التفكير بالأسلحة النووية.. ثقة طوكيو بواشنطن تتآكل في زمن ترامب

دعوات في اليابان وكوريا الجنوبية إلى مراجعة السياسات غير النووية، وسط شكوك متنامية حول التزام واشنطن الأمني في ظل صعود ترامب وتقلبات المشهد الدولي.

0:00
  • الرئيس الأميركي دونالد ترامب
    الرئيس الأميركي دونالد ترامب

تحدّثت وكالة "رويترز"، عن زيادة القلق في اليابان وكوريا الجنوبية، بشأن موثوقية الضمانات الأمنية الأميركية طويلة الأمد. 

وفي التفاصيل، فإنّ هذا القلق، قد تفاقم بسبب تعامل ترامب المتشدد مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، ما دفع البعض في طوكيو وسيؤول إلى المطالبة بإعادة تقييم سياساتهما غير النووية.

وبحسب "رويترز"، بدأت المشرّعة اليابانية روي ماتسوكاوا، تساورها شكوك جدية حول التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن بلادها، بحيث سافرت نائبة وزير الدفاع السابقة، في آذار/مارس إلى دير فوردهام لحضور مؤتمر ثنائي رفيع المستوى، وقالت إنها علمت من المشرّعين والدبلوماسيين وقادة الأعمال البريطانيين أن تحولاً جذرياً في تفكيرهم جارٍ.

وأشارت ماتسوكاوا، إلى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كان ينتقد حلفاء أميركا الأوروبيين علناً ويميل نحو روسيا. مضيفةً أنّ "أوروبا أيقنت عدم قدرتها على الاعتماد بشكل كبير على أميركا ويجب أن تتحمل مسؤولية أكبر عن أمنها".

ورأت "رويترز"، أنّ المشرّعة اليابانية أدركت أن هذا ينطبق أيضاً على اليابان، التي تستضيف حالياً أكبر وحدة عسكرية أميركية في الخارج على مستوى العالم.

وقالت ماتسوكاوا، عضوة مجلس السياسة الأمنية الوطنية المؤثر التابع للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم: "لا يمكنك حقاً أن تأخذ الوجود الأميركي على محمل الجد".

وطرحت النائبة في مجلس الشيوخ الياباني ماتسوكاوا، احتمال لجوء بلادها إلى الخيار النووي، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتقلّبات السياسة الأميركية.

وقالت ماتسوكاوا، وهي من بين مجموعة من كبار المشرّعين الذين يناقشون ما كان يُعتبر سابقاً من المحرّمات، في مقابلة في طوكيو إن "ترامب لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، وربما تكون هذه هي قوته".

تتردد أصداء صدمة ترامب أيضًا في كوريا الجنوبية المجاورة

وكشفت استطلاعات الرأي في كوريا الجنوبية، عن تأييد شعبي واسع لتطوير برنامج نووي وطني، إذ أبدى ما يصل إلى 75% من المواطنين رغبتهم في أن تمتلك بلادهم أسلحة نووية خاصة بها، بحسب الوكالة.

"رويترز" أشارت إلى أنّه رغم أن انتخاب الرئيس الليبرالي لي جاي ميونغ في حزيران/يونيو، أسهم في تخفيف حدة الخطاب العلني بشأن الخيار النووي، إلا أن الدعوات إلى تحقيق ما يُعرف بـ"الكمون النووي" لا تزال قائمة، حتى داخل الحزب الديمقراطي الحاكم.

ويُقصد بـ"الكمون النووي" امتلاك القدرات والتكنولوجيا اللازمة لتطوير سلاح نووي خلال فترة زمنية قصيرة، إذا ما دعت الحاجة.

في المقابل، لا يزال الدعم الشعبي داخل اليابان لهذا التوجّه أقل نسبياً، غير أن مناخ النقاش السياسي يشهد تحوّلات لافتة. ففي وقت تؤكد فيه شخصيات يابانية بارزة مثل ماتسوكاوا أهمية استمرار التحالف مع الولايات المتحدة، وتشدد على ضرورة إقناع إدارة ترامب بضرورة الدفاع عن اليابان وردع التهديدات المحيطة، كشفت مقابلات مع عدد من المشرعين والمسؤولين السابقين، عن استعداد متزايد لإعادة النظر في الالتزام التاريخي الذي اتخذته طوكيو عام 1967 بعدم إنتاج أو امتلاك أو استضافة أسلحة نووية، والمعروف باسم "المبادئ الثلاثة غير النووية".