فرنسا: البرلمان يُسقط حكومة بايرو.. وماكرون أمام خيارات محدودة

البرلمان الفرنسي يُسقط حكومة فرانسوا بايرو، ما يضع الرئيس إيمانويل ماكرون أمام أزمة سياسية جديدة وخيارات صعبة لتشكيل حكومة خامسة خلال أقل من عامين.

0:00
  • بايرو
    فرانسوا بايرو (أرشيف)

أسقط البرلمان الفرنسي، يوم الاثنين، حكومة رئيس الوزراء فرانسوا بايرو، بعد تصويت حجب الثقة في البرلمان، وذلك على خلفية خطط تقشفية لخفض الدين العام المتفاقم.

بهذه الحالة، يجد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه مضطراً لتعيين رئيس حكومة جديد.

وهو أعلن، أنّه خلال أيام، سيتم تعيين رئيس آخر، وسيكون الخامس خلال أقل من عامين، وسط تصاعد الدعوات من المعارضة، لحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة.

من جانبها، وصفت زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، النتيجة بأنها "نهاية حكومة وهمية"، مجدّدة دعوتها لانتخابات تشريعية مبكرة، وهو ما يرفضه ماكرون حتى الآن.

أما زعيم "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشون، فقد كتب في منصة "إكس": "ماكرون الآن في مواجهة مباشرة مع الشعب... عليه أن يرحل".

بدوره، حذّر وزير المالية، إريك لومبارد، قبل التصويت من أن تشكيل حكومة جديدة، سيُضعف خطط خفض العجز. وفي حال استمرار الجمود، قد يجد ماكرون نفسه مضطراً للدعوة إلى انتخابات مبكرة، رغم مقاومته لهذه الخطوة حتى الآن.

ويبقى الآن أمام ماكرون خيارات محدودة، وفق "رويترز"، إذ يمكنه تسمية شخصية من وسطه السياسي أو من المحافظين، لكنه بذلك يواصل سياسة أثبتت فشلها في تحقيق استقرار برلماني، كما يمكنه اللجوء إلى شخصية يسارية معتدلة أو تكنوقراط.

وكان بايرو قد تولى رئاسة الحكومة قبل تسعة أشهر فقط، وحاول تمرير خطة لتقليص العجز، الذي يتجاوز ضعف السقف المحدد من الاتحاد الأوروبي. إلا أن المعارضة رفضت خطته لتوفير 44 مليار يورو في موازنة العام المقبل.

وحصل بايرو في جلسة التصويت على 194 صوتاً مؤيداً مقابل 364 معارضاً. وقبيل التصويت، قال بايرو للنواب: "لديكم القدرة على إسقاط الحكومة، لكن ليس لديكم القدرة على طمس الواقع، النفقات ستواصل الارتفاع، وعبء الدين، الذي هو كبير بالفعل، سيزداد ثقلاً وكلفة".

قلق أوروبي من تداعيات الأزمة

وكالة "رويترز"، قد لفتت إلى أنّ الأوروبيين يتابعون تطورات الأزمة الفرنسية بقلق، خصوصاً أن فرنسا تمتلك أعلى نسبة عجز في منطقة اليورو، وتدفع لخدمة ديونها أكثر مما تدفعه دول مثل إسبانيا. ووصلت فروق العائد على السندات الفرنسية مقارنة بالألمانية إلى أعلى مستوياتها في أربعة أشهر.

وكانت وكالة "فيتش" قد خفّضت التصنيف الائتماني لفرنسا إلى "AA-"، مع نظرة مستقبلية سلبية، على أن تصدر وكالتا "موديز" و"ستاندرد آند بورز" مراجعاتهما خلال الشهرين المقبلين.

وفي موازاة ذلك، تتصاعد الدعوات إلى تحركات شعبية. فقد دعت حركة "لنمنع كل شيء" إلى احتجاجات واسعة يوم الأربعاء، فيما أعلنت النقابات نيتها الإضراب في الأسبوع التالي.

اقرأ أيضاً: فرنسا: حزب التجمع الوطني اليميني يستعد لاحتمال إجراء انتخابات مبكرة