"آرك" أول مركبة فضائية من المدار إلى الأرض!

تؤكد شركة "إنفيرجن سبيس" أنها ، لا تنظر إلى الفضاء كوجهة، بل كمنصة. نعمل على تحويل المدار الأرضي المنخفض إلى شبكة لوجستية عند الطلب، مما يُتيح سرعة غير مسبوقة ووصولاً عالمياً.

  •  وصف المصممون "آرك" بأنها  التطور التالي في مجال التوصيل العالمي  (الصورة: inversionspace)

كشفت شركة "إنفيرجن سبيس"، وهي شركة ناشئة في مجال الفضاء الجوي، ومقرها لوس أنجلوس، عن "آرك"، أول مركبة فضائية رائدة لها مصممة لتوصيل الإمدادات من المدار إلى الأرض في وقت قياسي.

وكما نقلت قناة "فوكس نيوز" الأميركية تستطيع مركبة إعادة الدخول القابلة لإعادة الاستخدام نقل ما يصل إلى 220 كيلوغراماً من البضائع المهمة إلى أي نقطة تقريباً على الكوكب في أقل من ساعة.

وأطلق المؤسسان جاستن فياشيتي وأوستن بريجز الشركة في عام 2021 برؤية جريئة: بناء شبكة لوجستية فضائية. وخلال فعالية في مصنع الشركة، و وصفا "آرك" بأنها "التطور التالي في مجال التوصيل العالمي، وهو تطور يبدأ في المدار، وليس على الأرض".

كيف تُعزز "آرك" الدفاع والخدمات اللوجستية للطوارئ؟

ترى شركة "إنفيرجن" أن "آرك" عبارة عن  جسرٌ يربط بين الخدمات اللوجستية الفضائية والدفاع الوطني.

وتستطيع المركبة الفضائية نقل شحناتٍ بالغة الأهمية إلى بيئاتٍ نائية أو متضررة أو محرومة، حيث يستغرق النقل التقليدي أياماً.

وكما قال فياشيتي، الهدف بسيط: إحداث فرقٍ ملموسٍ لحظة هبوطها. من خلال الجمع بين سهولة المناورة وإعادة الاستخدام والسرعة، يُمكن لآرك إعادة تشكيل كلٍّ من الاستجابة للطوارئ وسلاسل الإمداد في ساحات المعارك. الأمر لا يقتصر على نقل الطرود فحسب، بل يشمل أيضًا ضمان الجاهزية.

كيف تنقل مركبة آرك الفضائية الحمولة من مدارها إلى الأرض؟

يبلغ ارتفاع "آرك" حوالى 8 أقدام وعرضه 1.2 متر، وهو بحجم طاولة كبيرة تقريباً. إنها مركبة رافعة، ما يعني قدرتها على التوجيه عند عودتها إلى الغلاف الجوي. بدلاً من الحاجة إلى مدرج، تهبط آرك بأمان باستخدام المظلات، باستخدام وقود غير سام يجعل التعامل معها آمناً فور هبوطها.

تتميز المركبة الفضائية بمدى طيران يبلغ حوالى 621 ميلًا، ما يسمح لها باستهداف مناطق هبوط واسعة. ويمكنها البقاء في المدار لمدة تصل إلى 5 سنوات، جاهزة للعودة إلى الأرض عند الحاجة. 

هذه المرونة تعني أن المركبة الفضائية قد تتمكن يوماً ما من إنزال الإمدادات الطبية أو الطائرات بدون طيار أو المعدات العسكرية في مواقع يصعب الوصول إليها.

ماذا يعني هذا لك؟

إذا نجح مشروع "آرك"، فقد يُعيد تعريف لوجستيات الطوارئ على الأرض. تخيّل أطباءً يتلقون معدات طبية حيوية من المدار بعد كارثة طبيعية، أو جنوداً يحصلون على إمدادات عاجلة في دقائق بدلًا من ساعات.

كما يُمكن للمركبة أن تُسرّع البحث العلمي، ما يُتيح توصيلًا أسرع للحمولات التجريبية أو المواد المدارية. بالنسبة للناس العاديين، تُمثل هذه التقنية الخطوة التالية نحو بنية تحتية فضائية عند الطلب، حيث يبدأ الخط الفاصل بين لوجستيات الفضاء والأرض بالتلاشي.

 ويبدو أن مركبة "آرك" الفضائية من "إنفيرشن سبيس" ليست مجرد مركبة فضائية، إنها محاولة جريئة لتحويل المدار إلى منطقة توصيل. بفضل أنظمتها القابلة لإعادة الاستخدام، وقدرتها على السرعات الفائقة للصوت، وتركيزها على السلامة، قد تُحدث تغييراً جذرياً في نظرتنا للوقت والمسافة والوصول.

اقرأ أيضاً: "أنت رائع"... مركبة فضائية تكتشف كويكباً متوارياً

اخترنا لك